الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1081 - حدثنا أحمد، نا زكريا بن يحيى الناقد، نا فضيل بن عبد الوهاب؛ قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: [ ص: 473 ] [ ص: 474 ] كان سفيان الثوري رحمه الله إذا جلسنا معه كأنه على مقلاة من خوف الله تبارك وتعالى؛  فإنما نسمعه يذكر: الموت الموت، النار النار، فقيل له يوما في ذلك؛ فقال: بلغني عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في قول الله عز وجل: يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب ؛ فتدخلهم دهشة من أهوال يوم القيامة، لأن الموت والبعث والقيامة لها زلازل شداد، وأهوال، لا يسلم نبي ولا ولي من تلك الشدة، ومنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من عذاب القبر، وكان خائفا وجلا مغموما محزونا في الدنيا، ومن ذلك أن الأنبياء صلى الله عليهم أجمعين يوم القيامة يقولون: يا رب! نفسي نفسي، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "أمتي أمتي" ، والله تبارك وتعالى يقول: وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ؛ وعمر رضي الله عنه يقول عند موته: لو كان لي طلاع الأرض ذهبا؛ لافتديت به من هول المطلع. وأبو بكر الصديق [ ص: 475 ] رضي الله عنه يجبذ لسانه ويبكي ويقول: هذا [الذي] أوردني الموارد. فإذا كان الأنبياء صلوات الله عليهم والصحابة رضي الله عنهم خائفين من هول ذلك اليوم؛ فكيف بنا الذي قد أتعبنا الحفظة من كثرة ذنوبنا؟

التالي السابق


الخدمات العلمية