الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1250 - حدثنا أحمد، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي ومحمد بن عبد العزيز، نا أبو سلمة المنقري، نا إبراهيم بن أبي عدي أبو محمد بن أبي عدي؛ قال: حدثني أبو البختري اليشكري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: [ ص: 80 ] [ ص: 81 ] [ ص: 82 ] [ ص: 83 ] قال عبد الله: إن أول ما خلق الله عز وجل القلم والنون، وهي الدواة، ثم قال للقلم: اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: اكتب الدنيا وما هو كائن فيها من عمل معمول، برا وفجورا، ورزق حلال أو حرام، أو رطب أو يابس. فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم خلق ملائكة ووكلهم بالكتاب، وخلق ملائكة وكلهم بالعمل وببني آدم؛ فتنطلق الملائكة الذين وكلوا بالخلق إلى الملائكة الذين وكلوا بالكتاب، فيخرجون إليهم بالنسخ مما يجري على بني آدم بالليل والنهار، وتهبط الملائكة الذين وكلوا بالخلق على بني آدم؛ فيكتبون أعمالهم مما يجري عليهم بالليل والنهار.  ثم تلا عبد الله هذه الآية: [ ص: 84 ] إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، فقال القوم: ما كنا نرى هذه الآية لعبد الله، فقال لهم: أليس أنتم قوم عرب؟ ! أما تعلمون أن النسخة لا تكون إلا من أصل ثابت؟ ! ثم قال عبد الله: إن الملك إذا نزل من السماء على بني آدم يدفع إليه صحيفة مختومة وصحيفة منشورة ليس فيها كتاب؛ فيهبط الملك على ابن آدم، فيكتب عمله أجمع ثم يعرج به إلى السماء إلى الملائكة الذين وكلوا بالكتاب؛ فيفضون الخاتم، ثم يعارضون بعمل بني آدم؛ فيجدونه على ما كان في المختوم.

التالي السابق


الخدمات العلمية