الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
146 - حدثنا عباس بن محمد الدوري ، نا يحيى بن معين ، نا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان، عن ابن عمرو السلمي ، عن عتبة بن عبد: [ ص: 458 ] [ ص: 459 ] أنه حدثهم أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف أول شأنك يا نبي الله؟ فقال: "كانت حاضنتي من بني بكر بن سعد، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا، فقلت لأخي: يا أخي! اذهب فائتنا بزاد من عند أمنا. فذهب أخي ومكثت عند البهم، فأقبل إلي طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ فقال الآخر: نعم. قال: فأقبلا يبتدراني، فأخذاني، فبطحاني للقفا، فشقا بطني، فاستخرجا قلبي، فشقاه، فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج، فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء برد، فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بالسكينة، فذرها في قلبي، ثم أظنه قال أحدهما لصاحبه: حصه، فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة، فقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة؛ فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم، فقال أحدهما لصاحبه: لو أن أمته وزنت به؛ لمال بهم. ثم انطلقا وتركاني، وفرقت فرقا شديدا، ثم انطلقت إلى أمي، فأخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت أن يكون قد التبس بي، فقالت: أعيذك بالله، فرحلت بعيرا لها، فحملتني على الرحل وركبت خلفي، حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: قد أديت أمانتي وذمتي، وحدثتها بالحديث الذي لقيت، فلم يرعها ذلك وقالت: إني رأيت خرج مني نور أضاء له قصور الشام"  

[ ص: 460 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية