الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1516 - حدثنا أحمد، نا محمد بن عبد العزيز، نا أبي، عن صالح المري: أنه مر على باب دار بإزاء باب جعفر بن سليمان الهاشمي؛ فإذا هو بجارية تدخل الباب وبيدها دف، وهي تقول: نحن أبدا في سرور ونعيم لا يزول. فقال لها صالح: أنت والله كذابة. ومضى، فلما كان بعد مدة عاد فنظر إلى الدار خرابا وليس فيها أحد، فوقف صالح على باب الدار ينادي: يا دار! أين أهلك؟ يا دار! أين خدامك؟ يا دار! أين حشمك؟ يا دار! أين الجارية الكذابة التي زعمت أنها في سرور ونعيم لا يزول؟ ! فهتف به هاتف من داخل الدار: يا صالح! هذا غضب مخلوق على مخلوق؛ فكيف إذا غضب الخالق على المخلوق؟ ! قال: ثم التفت صالح إلى الناس وبكى وقال: بلغني أن أهل النار ينادون: ربنا عذبنا كيف شئت بما شئت، ولا تغضب علينا؛ فإن غضبك أشد علينا من النار إذا غضبت علينا، يا رب! ضاقت علينا الأنكال والقيود والسلاسل والأغلال.  

[ ص: 346 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية