الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1552 - حدثنا أحمد، نا عبد الله بن مسلم بن قتيبة؛ قال: [ ص: 368 ] [ ص: 369 ] [ ص: 370 ] [ ص: 371 ] [ ص: 372 ] معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ترفع عصاك عن أهلك" ؛ قال: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أي: اجمع أهلك ولا تفرقهم، والعصا في هذا الحديث الجمع، ومنه قول الناس في الخوارج إذا خرجوا: شقوا عصى المسلمين؛  فرقوا جمعهم، ويقال: فلان شق عصى المسلمين، ولا يقال: شق ثوبا ولا غير ذلك مما يقع عليه اسم الشق. وقال مضرس الأسدي:

فألقت عصاها واستقرت بها النوى كما قر عينا بالإياب المسافر

ويقال لبني أسد: عبيد العصا؛ لأنهم ينقادون ويجتمعون لكل من حالفوا من الرؤساء.

وأنشدنا أيضا لابن مفرغ الحميري:

العبد يقرع بالعصا     والحر تكفيه الملامة

وأنشد للفلتان الفهمي:

العبد يقرع بالعصا     والحر تكفيه الإشارة

وأنشد لمالك بن الريب:

العبد يقرع بالعصا     والحر يكفيه الوعيد

[ ص: 373 ] وأنشد للتغلبي في بعض الخلفاء:

إمام له كف يضم بنانها     عصا الدين ممنوعا من البري عودها
وعين محيط بالبرية طرفها     سواء عليه قربها وبعيدها

قال: وفي مثله قال الشاعر:

في كفه خيزران ريحه عبق     في كف أروع في عرنينه شمم
يغضي حياء ويغضى من مهابته     فما يكلم إلا حين يبتسم



التالي السابق


الخدمات العلمية