الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1669 - حدثنا أحمد، نا أحمد بن عبدان الأزدي، نا محمد بن الحسين البرجلاني، عن عبد الله بن محمد المدني، عن أبيه، عن جده؛ قال: قال عروة بن الزبير: كنت جالسا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ضحوة وحدي، قال: إذ أتاني آت يقول: السلام عليك يا ابن الزبير! فالتفت يمينا وشمالا؛ فلم أر شيئا غير أني رددت عليه. قال: فاقشعر جلدي. فقال: لا روع عليك، أنا رجل من أهل الأرض، من الخافية، أتيتك أخبرك بشيء [ ص: 457 ] وأسألك عن شيء. قال: ما الذي تسألني عنه، وما الذي تخبرني به؟ ! قال: الذي أخبرك به أني شهدت إبليس عليه لعنة الله ثلاثة أيام، فرأيت شيطانا مسودا وجهه، مزرقة عيناه، يقول له إبليس عند المساء: ما صنعت بالرجل؟ فيقول له الشيطان: لم أطقه للكلام الذي يقول إذا أمسى وأصبح. فلما كان يوم الثالث؛ قلت للشيطان: عن من يسألك إبليس اللعين؟ قال: يسألني عن عروة بن الزبير أن أغويه؛ فما أستطيع ذلك لكلام يتكلم به إذا أصبح وإذا أمسى، فأتيتك أسألك ما تتكلم به إذا أصبحت وإذا أمسيت؟ فقال عروة: أقول: آمنت بالله العظيم، واعتصمت به، وكفرت بالطاغوت، واستمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وأن الله هو السميع العليم، فإذا أصبحت أقول ذلك. فقال له: يا ابن الزبير! جزاك الله خيرا؛ فقد استفدت خيرا وأفدته.  

التالي السابق


الخدمات العلمية