1968 - حدثنا نا أحمد، قال: [ ص: 150 ] قرأت في سير العجم أن عبد الله بن مسلم بن قتيبة؛ أردشير بن بابك بن ساسان كتب إلى الرعية: بسم الله الرحمن الرحيم، من أردشير بن بابك المستأثر دونه بحقه، المغلوب على تراب آبائه، الداعي إلى قوام دين الله وسنته، المستنصر بالله الذي وعد المحقين الفلج، وجعل لهم العواقب؛ إلى من بلغه كتابي من ملوك الطوائف، والفقهاء الذين هم حملة الدين، والأساورة الذين هم حفظة البيضة، والكتاب الذين هم زينة المملكة، وذوي الحرث الذين بهم عمود البلاد، سلام عليكم بقدر ما تستوعبون بمعرفة الحق وإنكار الباطل والحذر؛ فقد وضعنا عن رعيتنا، لفضل رأفتنا؛ أتاوتها الموظفة عليهم، ونحن مع ذلك كاتبون إليكم بوصية: فإنه أمس للرحم، وأثبت للنسب، ولا تعدوا هذه الدنيا شيئا؛ فإنها لا تبقي على أحد، ولا ترفضوها مع ذلك؛ فإن الآخرة لا تنال إلا بها. لا تستشعروا الحقد؛ فيدهمكم العدو، ولا تحتكروا؛ فيشملكم القحط، وتزوجوا في الأقربين،