الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
216 - حدثنا محمد بن سليمان الواسطي، نا سعيد بن منصور، نا عطاف بن خالد، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم: [ ص: 85 ] أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه طاف ليلة، فإذا هو بامرأة في جوف دار لها، وحولها صبيان يبكون، وإذا قدر على النار قد ملأتها ماء، فدنا عمر بن الخطاب من الباب، فقال لها: يا أمة الله! أيش بكاء هؤلاء الصبيان؟  فقالت: بكاؤهم من الجوع. قال: فما هذه القدر التي على النار؟ فقالت: قد جعلت فيها ماء هو ذا أعللهم به حتى يناموا، وأوهمهم أن فيها شيئا. فجلس عمر رضي الله عنه، فبكى، قال: ثم جاء إلى دار الصدقة، وأخذ غرارة، وجعل فيها شيئا من دقيق وسمن وشحم وتمر وثياب ودراهم حتى ملأ الغرارة، ثم قال: يا أسلم! احمل علي. قال: فقلت يا أمير المؤمنين! أنا أحمله عنك. فقال لي: لا أم لك يا أسلم، بل أنا أحمله لأني أنا المسؤول عنه في الآخرة. قال: فحمله على عنقه حتى أتى به منزل المرأة، قال: وأخذ القدر فجعل فيها دقيقا وشيئا من شحم وتمر، وجعل يحركه بيديه، وينفخ تحت القدر، قال أسلم: وكانت لحيته عظيمة، فرأيت الدخان يخرج من خلل لحيته، حتى طبخ لهم، ثم جعل يغرف بيده ويطعمهم حتى شبعوا، ثم خرج وربض بحذائهم كأنه سبع، وخفت منه أن أكلمه، فلم يزل كذلك حتى [ ص: 86 ] لعبوا وضحكوا الصبيان. ثم قام، فقال: يا أسلم! تدري لم ربضت بحذاهم؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين. قال: رأيتهم يبكون؛ فكرهت أن أذهب وأدعهم حتى أراهم يضحكون، فلما ضحكوا؛ طابت نفسي

التالي السابق


الخدمات العلمية