2238 - حدثنا نا يحيى بن أبي طالب، عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي، حدثني الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن العنزي؛ قال: [ ص: 381 ] [ ص: 382 ] كان علينا أميرا أبو موسى الأشعري بالبصرة، فوجهني في بعثه إلى فقدمت على عمر بن الخطاب، عمر، فضربت عليه الباب، فخرج إلي، فقال: من أنت؟ فقلت: أنا ضبة بن محصن العنزي. قال: فأدخلني منزله، وقدم إلي طعاما، فأكلت ثم ذكرت له فبكى. فقلت له: أنت خير من أبا بكر الصديق، أبي بكر. فازداد بكاء لذلك، ثم قال وهو يبكي: أبي بكر ويوم خير من عمر وآل عمر، هل لك أن أحدثك بيومه وليلته؟ فقلت: نعم يا أمير المؤمنين. فقال: أما الليلة؛ فإنه لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم هاربا من أهل والله! لليلة من مكة خرج ليلا، فاتبعه أبو بكر، فجعل مرة يمشي أمامه ومرة خلفه، ومرة عن يمينه، ومرة عن يساره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما هذا يا أبا بكر؟ ! ما أعرف هذا من فعالك!" فقال: يا رسول الله! أذكر الرصد فأكون من أمامك، وأذكر [ ص: 383 ] الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك، لا آمن عليك. قال: فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كله حتى أدغل الطريق أطراف أصابعه، فلما رآه أبو بكر حمله على عاتقه، وجعل يشتد به حتى أتى به فم الغار، فأنزله، ثم قال: والذي بعثك بالحق؛ لا تدخله حتى أدخله أنا قبلك، فإن يكن فيه شيء نزل بي دونك. قال: فدخل أبو بكر فلم ير شيئا، فقال له: اجلس؛ فإن في الغار خرقا أسده، وكان عليه رداء فمزقه، وجعل يسد به خرقا خرقا، فبقي جحران، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم، فحمله، فأدخله الغار ثم ألقم قدميه الجحرين، فجعل الأفاعي والحيات يضربنه ويلسعنه إلى الصباح، وجعل هو يتقلى من شدة الألم ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم بذلك، ويقول له: "يا أبا بكر! لا تحزن إن الله معنا " ؛ فأنزل الله تعالى عليه وعلى رسوله السكينة والطمأنينة رحمه الله؛ فهذه ليلته. وأما يومه؛ فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب، فقال بعضهم: نصلي ولا نزكي، وقال بعضهم: نزكي ولا نصلي، فأتيته لا آلوه نصحا، فقلت: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم! ارفق بالناس. وقال غيري ذلك؛ فقال لأبي بكر أبو بكر: قد قبض النبي صلى الله عليه وسلم وارتفع الوحي، ووالله! لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون النبي صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. قال: فقاتلنا معه، فكان والله رشيد الأمر؛ فهذا يومه