2822 - حدثنا نا ابن أبي الدنيا، محمد بن الحسين؛ قال: فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، اعلم أيها الرجل أنه من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره، ومن تعرى عن لباس التقوى لم يستتر بشيء من اللباس، ومن رضي بما قسم الله له لم يحزن على ما في أيدي الناس، ومن هتك جلباب غيره انكشفت عورات بيته، ومن نسي زلته استعظم زلل غيره، ومن سلم سيف البغي قتل، به ومن كابد الأمور عطب، ومن اقتحم اللجج غرق، ومن أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعلمه زل. كتب رجل إلى بعض الزهاد: أنا - أكرمك الله - رجل من إخوانك، قد أوبقتني ذنوبي وكثرت عيوبي؛ فأخبرني كيف يقف ذو اللب على ما ينفعه، وكيف يجتنب من الدنيا ما يضره؟