3123 - حدثنا محمد بن علي، نا عن الهيثم بن جميل، عن يعقوب القمي، قال: كان جعفر بن أبي المغيرة؛ حطيط صواما قواما ويخرج [ ص: 214 ] من يختم في كل يوم وليلة ختمة، البصرة ماشيا حافيا إلى مكة في كل سنة، فوجه الحجاج في طلبه، فأخذ، فأتي به الحجاج، فقال له: إيه. قال: قل؛ فإني قد عاهدت الله عز وجل لئن سئلت لأصدقن، ولئن ابتليت لأصبرن، ولئن عوفيت لأشكرن، ولأحمدن الله على ذلك. قال: ما تقول في؟ قال: أنت عدو الله تقتل على الظنة. قال: فما قولك في أمير المؤمنين؟ قال: أنت شررة من شرره، وهو أعظم جرما منك. قال: خذوه فقطعوا عليه العذاب. ففعلوا؛ فلم يقل حسا ولا بسا، فأتوه فأخبروه، فأمر بالقصب فشق، ثم شد عليه، وصب عليه الخل والملح، وجعل يسل قصبة قصبة، فلم يقل حسا ولا بسا، فأتوه فأخبروه؛ فقال: أخرجوه إلى السوق، فاضربوا عنقه. قال جعفر: فأنا رأيته حين أخرج فأتاه صاحب له، فقال: ألك حاجة؟ فقال: شربة من ماء. فأتاه بماء، فشرب ثم ضربت رقبته، وكان ابن ثماني عشرة سنة.