الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
163 - الحسن بن ثواب أبو علي الثعلبي المخرمي

سمع يزيد بن هارون ، وعبد الرحمن بن عمرو بن جبلة البصري ، وإبراهيم بن حمزة المدني ، وعمار بن عثمان الحلبي في آخرين روى عنه جماعة منهم عبد الله بن محمد بن إسحاق [ ص: 132 ] المروزي ، وجعفر بن عبد الله بن مجاشع ، وإسماعيل الصفار ، وأبو بكر الخلال وقال: كان هذا شيخا جليل القدر وكان له بأبي عبد الله أنس شديد.

قال لي كنت إذا دخلت إلى أبي عبد الله يقول لي إني أفشي إليك مالا أفشيه إلى ولدي ولا إلى غيرهم فأقول له لك عندي ما قال العباس لابنه عبد الله إن عمر بن الخطاب يكرمك ويقدمك فلا تفشين له سرا فإن أمت فقد ذهب وإن أعش فلن أحدث بها عنك يا أبا عبد الله فيفشي إليه أشياء كثيرة وكان عنده عن أبي عبد الله جزء كبير فيه مسائل كبار لم يجئ بها غيره مشبعة يحتج عليه بقول المدنيين والكوفيين.

منها قال: سألت أحمد في السجن عن رجل صلى بقوم فلما قضى تشهده أحدث من غائط أو بول؟  قال: يرجع فيتوضأ ويستقبل الصلاة لنفسه وتتم صلاة من خلفه قلت: فيستخلف؟ قال: أما أنا فلا آمره أن يستخلف ولو أمرته أن يستخلف لم آمره أن يستقبل.

قلت: فالحجامة للصائم؟ قال: تفطره. قلت: لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " أفطر الحاجم والمحجوم   "؟ قال: نعم. قلت: الغيبة؟ فلم ير ذلك شيئا إلا إثما. وقال لو كان الفطر بالغيبة ما كان لنا صوم.

قلت: هؤلاء الذين يقولون: القرآن مخلوق؟  قال: كفار بالله العلي العظيم قلت: فابن أبي دؤاد قال: كافر بالله.

وقال البرقاني قال لنا أبو الحسن الدارقطني: الحسن بن ثواب الثعلبي بغدادي ثقة.

ومات في جمادى الأولى يوم الجمعة سنة ثمان وستين ومائتين ذكره محمد بن مخلد في تاريخه.

التالي السابق


الخدمات العلمية