الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
166 - الحسن بن عبد العزيز بن الوزير، أبو علي الحزامي ويعرف بالجروي

من أهل مصر: قدم بغداد وحدث بها عن يحيى بن حسان ، وبشر بن بكر ، وعبد الله بن يحيى البرلسي وغيرهم وروى عن إمامنا أحمد ذكره أبو بكر الخلال فقال: له مسائل لم يجيء بها غيره.

قلت أنا: من جملتها قال: أوصى إلى رجل بوصية وفيها ثلث وكان فيما خلف جارية تقرأ بالألحان وكانت أكثر تركته أو عامتها فسألت أحمد بن حنبل ، والحارث بن مسكين ، وأبا عبيد كيف أبيعها؟  قالوا بعها ساذجة فأخبرتهم بما في بيعها من النقصان فقالوا: بعها ساذجة.

روى عنه إبراهيم الحربي ، وابن أبي الدنيا ، وابن صاعد وآخرهم أبو عبد الرحمن المحاملي.

وكان الجروي من أهل الدين والفضل مذكورا بالورع والثقة موصوفا بالعبادة  وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال: ثقة.

وذكره الدارقطني فقال: لم ير مثله فضلا وزهدا.

ومن جملة كلامه قال: من لم يردعه القرآن والموت فلو تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع.

ومات ببغداد سنة سبع وخمسين ومائتين.

أخبرنا جدي جابر قراءة عليه قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن دوست العلاف قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو البحتري الرزاز حدثنا أبو بكر بن [ ص: 136 ] أبي الدنيا حدثنا أبو علي الجروي قال: حدثني عمرو بن أبي سلمة حدثنا أبو عبدة الحكم قال: حدثني حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي وهو أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي عن معاذ قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إني أحبك فقل: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " قال الصنابحي قال لي معاذ: إني أحبك فقل هذا الدعاء قال أبو عبد الرحمن: وقال لي الصنابحي وإني أحبك فقل، وقال عقبة قال لي أبو عبد الرحمن: وأنا أحبك فقل، قال حيوة: قال لي عقبة: وأنا أحبك فقل، قال لي أبو عبدة: قال لي حيوة وأنا أحبك فقل، قال عمرو قال لي أبو عبدة: وأنا أحبك فقل، قال لي حسن :وأنا أحبك فقل، قال ابن أبي الدنيا: وأنا أحبكم فقولوا، قال: لنا الرزاز وأنا أحبكم فقولوا.

حدثنا الجروي حدثنا الحارث ابن مسكين حدثنا عبد الله بن وهب حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: يقال إنه ليكون في المجلس الرجل الواحد يحمد الله فيقضي الله لأهل ذلك المجلس حوائجهم كلهم.  

وبإسناده حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: ذكر بعض أهل العلم أن في بعض الكتب التي أنزل الله عز وجل " إن الله جل جلاله قال: بشروا عبدي المؤمن " فكان لا يأتيه شيء يحبه إلا قال: الحمد لله الحمد لله ما شاء الله قال الله: روعوا عبدي المؤمن قال: فلا تطلع عليه طليعة من طلائع المكروه إلا قال: الحمد لله فقال الله عز وجل " إن عبدي يحمدني حين روعته كما يحمدني حين سررته أدخلوا عبدي كما يحمدني على كل حالاته الجنة ".

التالي السابق


الخدمات العلمية