180 - الحسن بن عرفة
نقل عن إمامنا أشياء.
منها قال: بعد المحنة فقلت له: يا أحمد بن حنبل قمت مقام الأنبياء فقال لي: اسكت. فإني رأيت الناس يبيعون أديانهم ورأيت العلماء ممن كان معي يقولون ويميلون أبا عبد الله فقلت: من أنا؟ وما أنا؟ وما أقول [ ص: 141 ] لربي غدا إذا وقفت بين يديه جل جلاله؟ فقال لي: بعت دينك كما باعه غيرك ففكرت في أمري ونظرت إلى السيف والسوط فاخترتهما وقلت: إن أنا مت صرت إلى ربي عز وجل فأقول دعيت إلى أن أقول في صفة من صفاتك مخلوقة فلم أقل فالأمر إليه إن شاء عذب وإن شاء رحم فقلت: وهل وجدت لأسواطهم ألما؟ قال لي: نعم وتجلدت إلى أن تجاوزت العشرين ثم لم أدر بعد ذلك فلما حل العقابان كأني لم أجد له ألما وصليت الظهر قائما قال الحسن: فبكيت فقال: لي ما يبكيك؟ قلت: بكيت مما نزل بك قال: أليس لم أكفر ما أبالي لو تلفت. دخلت على
مولده سنة مائة وخمسين وموته سنة سبع وخمسين ومائتين.