الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
207 - خلف بن هشام بن تغلب ويقال خلف بن هشام بن طالب ابن غراب أبو محمد البزار المقرئ

سمع مالك بن أنس ، وحماد بن زيد ، وأبا عوانة ، وشريك بن عبد الله ، وهشيما وغيرهم وروى عن إمامنا أحمد فيما ذكره محمد بن يحيى الكسائي قال: دخلت على خلف بن هشام البزار وقد خرج من عنده أحمد بن حنبل ، وزهير بن حرب أبو خيثمة ، ويحيى بن معين فقال لي: من رأيته خرج من عندي؟ قلت: فلان وفلان وفلان فقال: إنه كان قدامي [ ص: 154 ] قنينة فيها نبيذ فلما رأتهم الجارية جاءت تشيلها فقلت: لم هذا؟ فقالت يا مولاي جاء هؤلاء الصالحون فيرون هذا عندك؟ فقلت: أضيفي إليها أخرى، يرى الله عز وجل شيئا فأكتمه عن الناس؟ وأردت أن أنظر إلى عقل هذا الفتى يعني أحمد فحول ظهره إليها وأقبل علي يسألني عما يرده فقلت له: لما أراد الانصراف من بين القوم كلهم أي شيء تقول في هذا يا أبا عبد الله؟ فقال: ليس ذاك إلي ذاك إليك فقلت: كيف؟ فقال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راع في منزله ومسئول عما فيه  وليس للخارج أن يغير على الداخل شيئا قال: فلما خرج سكبت خابيتين وعاهدت الله على أن لا أذوقه حتى أعرض على الله عز وجل.

روى عنه عباس الدوري ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وإبراهيم الحربي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم وقال أبو جعفر النفيلي خلف بن هشام كان من أصحاب السنة لولا بلية فيه: شرب النبيذ.

وقال عباس الدوري وسئل عن حكاية عن أحمد بن حنبل في خلف فقال: لم أسمعها من أحمد ولكن حدثني أصحابنا أنهم ذكروا خلف البزار عند أحمد فقيل يا أبا عبد الله إنه يشرب قال: قد انتهى إلينا علم هذا عنه ولكن هو والله عندنا الثقة الأمين شرب أو لم يشرب.

وقال يحيى بن معين إنه الصدوق الثقة وقال الدارقطني أبو محمد خلف بن هشام بن تغلب البزار المقرئ كان عابدا فاضلا  وآخر من روى عنه ابن منيع وقال أعدت صلاة أربعين سنة كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيين.

وقال عبد الله البغوي مات خلف بن هشام البزار في سنة تسع وعشرين ومائتين في جمادى الآخرة ببغداد. [ ص: 155 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية