الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
471 - محمد بن يونس السرخسي .

نقل عن إمامنا أحمد أشياء.

منها: مقدمة في صفة المؤمن من أهل السنة والجماعة.

حدثنا أحمد بن عبيد الله العكبري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمود الزوزني قال: حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن علي بن الشاه التميمي المروروذي قال: حدثنا أبو معاذ بن أبي عصمة عن عسكر الصراف الزنجابي الهروي قال: حدثني أبو مسعود سعيد بن خشنام بن محمد السمرقندي مولى بني هاشم قال: أخبرنا محمد بن يونس السرخسي قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول:

صفة المؤمن من أهل السنة والجماعة: من يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأقر بجميع ما أتت به الأنبياء والرسل، وعقد قلبه على ما أظهر من لسانه، ولم يشك في إيمانه، ولا يكفر أحدا من أهل التوحيد بذنب، وإرجاء ما غاب عنه من الأمور إلى الله - عز وجل - وفوض أمره إلى الله تعالى، ولم يقطع بالذنوب العصمة من عند الله، وعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدره والخير والشر جميعا، ورجا لمحسن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وتخوف [ ص: 330 ] على مسيئهم، ولم ينزل أحدا من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - الجنة بالإحسان ولا النار بالذنب اكتسبه، حتى يكون الله تعالى هو الذي ينزل خلقه حيث يشاء، وعرف حق السلف الذين اختارهم الله - عز وجل - لصحبة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فقدم أبا بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان رضي الله عنهم، وعرف حق علي بن أبي طالب ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل على سائر الصحابة، فإن هؤلاء التسعة كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على جبل حراء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اسكن حراء، فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد " وكانوا هؤلاء التسعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - عاشرهم، وترحم على جميع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - صغيرهم وكبيرهم، وحدث بفضائلهم، وأمسك عما شجر بينهم، وصلاة العيدين وعرفات والجمعة والجماعات مع كل بر وفاجر، والمسح على الخفين في السفر والحضر، والقصر في السفر، والقرآن كلام الله - عز وجل - منزل وليس بمخلوق، والإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، والجهاد ماض منذ بعث الله - عز وجل - محمدا - صلى الله عليه وسلم - إلى آخر عصابة يقاتلون الدجال، لا يضرهم جور جائر، والشراء والبيع حلال إلى يوم القيامة على حكم الكتاب والسنة، والتكبير على الجنائز أربعا، والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح، ولا تخرج عليهم بسيفك، ولا تقاتل في فتنة، وتلزم بيتك، والإيمان بعذاب القبر، والإيمان بمنكر ونكير، والإيمان بالحوض والشفاعة، والإيمان بأن أهل الجنة يرون ربهم - عز وجل - ، والإيمان بأن الموحدين يخرجون من النار بعد ما امتحشوا، كما جاءت الأحاديث في هذه الأشياء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نؤمن بتصديقها، ولا نضرب بها الأمثال. هذا ما اجتمع عليه العلماء في الآفاق. [ ص: 331 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية