وقيل : إن أكفانه لم تكن بليت بعد .
وقال أبو الحسن البرداني : لما حضرت الوفاة قال لهم : إني أدفن ثم أنبش فلما فرغ من غسله ظن الناس أنهم يحملونه إلى الجامع يصلون عليه فاجتمع الخلق في الجامع فصلوا عليه في ابن سمعون باب الشام ودفنوه فمضى الخبر إلى أهل الجامع أنه قد دفن وكان متقدمهم أبو الفضل التميمي فقال : من دفنه ؟ قوموا معي فقام والخلق معه حتى أتى الدار التي قد دفن فيها فنبشه وحمله إلى الجامع فصلى عليه ثم رده ودفنوه .
وكان يحضر مجلسه أبو حامد الإسفرائيني ، وأبو إسحاق بن شاقلا ، وأبو حفص البرمكي وعلق من كلامه وكان يملي كل يوم ثلاثاء فإذا فرغ من الإملاء صعد الكرسي وتكلم .
قال العشاري : سأله أبو حامد الإسفرائيني يوما أن يجيز له شيئا قد فاته فقال له : يا أبا حامد لو قنعنا بالإجازة ما سفرنا الأسفار البعيدة .
وقال أبو علي الغضائري : سئل عن ابن سمعون والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه فقال مشتبه الأوراق مختلف المذاق هذا جلاء للظلام وهذا شفاء للسقام . قوله تعالى
وكان يوما جالسا على الكرسي يتكلم فعرق فرمي إليه بمروحة فأخذها وأنشأ يقول :
ما فيك من دفع كرب لهائم القلب صب فهبك روحت جسمي
فمن يروح قلبي
وقال القاضي الشريف أبو علي بن أبي موسى : رأيت أبا الحسين بن سمعون حين دفن ورأيته حين أخرج وأكفانه كما هي جدد بحالتها ما تغيرت وكان إخراجه من داره الدفعة الثانية في سنة سبع وعشرين وأربعمائة ودفن بمقبرة وسمعه جماعة يقول إني أموت وأدفن ثم أخرج بعد دفني . أحمد