قال سألني سائل عن أبو حفص العكبري : فأجبته إن زوجته لم تطلق فليقم على نكاحه وذكرت له أن رجل حلف بالطلاق الثلاث أن معاوية رحمه الله في الجنة أبا بكر محمد بن عسكر سئل عن هذه المسألة بعينها فأجاب بهذا الجواب . [ ص: 165 ]
قال : وسئل شيخنا ابن بطة عن هذه المسألة بحضرتي فأظنه ذكر جواب محمد بن عسكر فيها .
وسمعت الشيخ ابن بطة يقول : سمعت أبا بكر بن أيوب يقول : سمعت وسئل عن هذه المسألة فقال : لم تطلق زوجته فليقم على نكاحه قال : والدليل على ذلك ما روى إبراهيم الحربي أنه العرباض بن سارية لمعاوية بن أبي سفيان : " اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب " سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول فإذا وقي العذاب فهو من أهل الجنة وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - قال : فالنبي مجاب الدعاء " ما تزوجت ولا زوجت إلا من أهل الجنة " وروى رضي الله عنه قال : أنس بن مالك كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين أيدينا رطب فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل ويلقمنا فقلت : يا رسول الله تأكل وتلقمنا فقال : نعم هكذا نفعل في الجنة يلقم بعضنا بعضا .
وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال : يا أهل الكوفة إن في رقبتي عهدا أريد أن أخرجه من رقبتي إلى رقابكم ألا أن خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم قال : والله ما قلت ذلك من تلقاء نفسي ثم قال : يا أهل الكوفة إن في رقبتي شيئا أريد أن أخرجه من رقبتي وأجعله في رقابكم اعلموا أني كنت جالسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده معاوية فنزل عليه الوحي فأخذ القلم من يدي فوضعه في يد معاوية فوالله ما وجدت من ذلك في نفسي لأني علمت أن الله أمره بذلك ألا إن المسلم من سلم من قصتي وقصته .
وسئل عن ابن عباس معاوية فقال : معاوية عندي مثل موسى بن عمران عليه السلام قال الله عز وجل في موسى استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ونزل جبريل عليه السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : يا محمد إن الله عز وجل يأمرك أن تستكتب معاوية إن خير من استكتبت القوي الأمين . [ ص: 166 ]
وقال أبو حفص : سمعت يقول : قال عبد العزيز غلام الخلال رضي الله عنه : عمر بن الخطاب كلمة السوء تطأطئ لها تجوز .
وقال أبو حفص : سمعت يقول : سمعت عبد العزيز غلام الخلال أبا بكر بن مليح يقول بلغني عن رحمه الله أنه قال : إذا أراد الرجل أن يزوج رجلا فأراد أن تجتمع له الدنيا والدين فليبدأ فيسأل عن الدنيا فإن حمدت سأل عن الدين فإن حمد فقد اجتمعا فإن لم يحمد كان فيه رد الدنيا من أجل الدين ولا يبدأ فيسأل عن الدين فإن حمد سأل عن الدنيا فإن لم يحمد كان فيه رد الدين لأجل الدنيا . أحمد