الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو حفص العكبري : سألني سائل عن رجل حلف بالطلاق الثلاث أن معاوية رحمه الله في الجنة  فأجبته إن زوجته لم تطلق فليقم على نكاحه وذكرت له أن أبا بكر محمد بن عسكر سئل عن هذه المسألة بعينها فأجاب بهذا الجواب . [ ص: 165 ]

قال : وسئل شيخنا ابن بطة عن هذه المسألة بحضرتي فأظنه ذكر جواب محمد بن عسكر فيها .

وسمعت الشيخ ابن بطة يقول : سمعت أبا بكر بن أيوب يقول : سمعت إبراهيم الحربي وسئل عن هذه المسألة فقال : لم تطلق زوجته فليقم على نكاحه قال : والدليل على ذلك ما روى العرباض بن سارية أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لمعاوية بن أبي سفيان : " اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب " فالنبي مجاب الدعاء  فإذا وقي العذاب فهو من أهل الجنة وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما تزوجت ولا زوجت إلا من أهل الجنة " وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين أيدينا رطب فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل ويلقمنا فقلت : يا رسول الله تأكل وتلقمنا فقال : نعم هكذا نفعل في الجنة يلقم بعضنا بعضا .  

وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال : يا أهل الكوفة إن في رقبتي عهدا أريد أن أخرجه من رقبتي إلى رقابكم ألا أن خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم قال : والله ما قلت ذلك من تلقاء نفسي ثم قال : يا أهل الكوفة إن في رقبتي شيئا أريد أن أخرجه من رقبتي وأجعله في رقابكم اعلموا أني كنت جالسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده معاوية فنزل عليه الوحي فأخذ القلم من يدي فوضعه في يد معاوية فوالله ما وجدت من ذلك في نفسي لأني علمت أن الله أمره بذلك ألا إن المسلم من سلم من قصتي وقصته .  

وسئل ابن عباس عن معاوية فقال : معاوية عندي مثل موسى بن عمران عليه السلام قال الله عز وجل في موسى استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ونزل جبريل عليه السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : يا محمد إن الله عز وجل يأمرك أن تستكتب معاوية إن خير من استكتبت القوي الأمين . [ ص: 166 ]

وقال أبو حفص : سمعت عبد العزيز غلام الخلال يقول : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كلمة السوء تطأطئ لها تجوز .  

وقال أبو حفص : سمعت عبد العزيز غلام الخلال يقول : سمعت أبا بكر بن مليح يقول بلغني عن أحمد رحمه الله أنه قال : إذا أراد الرجل أن يزوج رجلا فأراد أن تجتمع له الدنيا والدين فليبدأ فيسأل عن الدنيا فإن حمدت سأل عن الدين فإن حمد فقد اجتمعا فإن لم يحمد كان فيه رد الدنيا من أجل الدين ولا يبدأ فيسأل عن الدين فإن حمد سأل عن الدنيا فإن لم يحمد كان فيه رد الدين لأجل الدنيا .

التالي السابق


الخدمات العلمية