الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
638 - الحسن بن حامد بن علي بن مروان أبو عبد الله البغدادي :

إمام الحنبلية في زمانه ومدرسهم ومفتيهم له المصنفات في العلوم المختلفات له الجامع في المذهب نحوا من أربعمائة جزء وله شرح الخرقي وشرح أصول الدين وأصول الفقه .

سمع أبا بكر بن مالك ، وأبا بكر بن الشافعي ، وأبا بكر النجاد ، وأبا علي بن الصواف ، وأحمد بن سالم الختلي في آخرين .

قرأت في بعض تصانيفه قال : اعلم أن الذي يشتمل عليه كتابنا هذا من الكتب والروايات المأخوذة من حيث نقل الحديث والسماع منها : كتاب الأثرم ، وصالح ، وعبد الله ، وابن منصور ، وابن إبراهيم ، وأبو داود ، والميموني ، والمروذي ، والحارث ، وأبو طالب ، وحنبل ، وعبد الله بن سعيد ، ومهنا ، وأبو النضر ، وأبو الصقر ، ويعقوب بن بختان ، وإبراهيم بن هانئ ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد النسائي ، وعبد الكريم بن الهيثم القطان ، وأحمد بن القاسم ، وزكريا بن الفرج ، ومحمد بن الحكم وابنه بكر ، وحرب الكرماني ، ويوسف بن موسى ، وأحمد بن أصرم المري ، ومحمد بن يحيى الكحال ، وابن مشيش ، وأبو زرعة ، ومسلم بن الحجاج ، والمشكاني ، وإبراهيم الحربي ، وأحمد بن هشام وكتاب الخرقي .

فأما كتاب الخرقي : فقرأته على أحمد بن سالم الختلي قال : حدثنا أبو حفص عمر الشرابي قال : حدثنا الأثرم عن أبي عبد الله .

وعبد العزيز بن جعفر عن أحمد بن محمد بن خلف القاضي

عن الأثرم عنه .

[ ص: 172 ]

وأما عبد الله : فأخبرنا ابن مالك ، وابن الصواف في الإجازة عنه .

وأخبرنا ابن جعفر عن محمد بن عبد الله بن العباس السواق عن عبد الله .

وأما صالح : فعن عبد العزيز عن أبي المغيرة الجوهري عن صالح .

وأما ابن منصور : فأخبرنا ابن سالم قال : حدثنا الطيالسي عن ابن منصور عنه .

وأما عبد العزيز أيضا : فعن الطيالسي عنه .

وأما أبو داود : فأخبرناه ابن حيويه الخزاز عن ابن مخلد عنه وعبد العزيز بن جعفر عن القنطري عن أبي داود عنه .

وأما أبو الحارث : فعن عبد العزيز قال : حدثنا الخلال عن الراشدي عن أبي الحارث عنه .

وأما الميموني : فأخبرناه ابن حيويه الخزاز عن المدائني عن الميموني عنه .

وعبد العزيز بن جعفر

عن الخلال ، والمدائني عنه .

وأما إسحاق بن إبراهيم : فأخبرناه عبد العزيز بن جعفر القافلائي عن إسحاق عنه .

وأما المروزي : فقرأته على أحمد بن سالم قال حدثنا ابن عبد الخالق عن المروزي عنه .

وأخبرنا عبد العزيز بن جعفر قال : حدثنا أحمد بن القسم عن المروزي عنه .

وأما حنبل : فأخبرني بالبعض منها العباس بن العباس بن المغيرة قال : حدثني العباس بن المغيرة قال : حدثنا حنبل ، وعبد العزيز بن جعفر عن عبد الله بن أحمد بن عتاب ، وحمزة بن القاسم الهاشمي عن حنبل عنه .

وأما مهنا : فأخبرنا عبد العزيز بن جعفر عن الخلال ، وأحمد بن محمد بن علي عن مهنا عنه .

وأما علي بن سعيد : فأخبرناه أبو إسحاق المزكي قال : حدثنا زنجويه عن محمد عن علي بن سعيد عنه .

[ ص: 173 ]

وأخبرنا عبد العزيز بن جعفر عن الخلال عن منصور بن الوليد عن علي بن سعيد عنه .

وأما أبو الصقر : فعن عبد العزيز بن جعفر عن الخلال عن محمد بن أبي هارون عن أبي الصقر عنه .

وأما يعقوب بن بختان ، وإبراهيم بن هانئ ، ومحمد بن علي فأخبرناه عبد العزيز بن جعفر عن الخلال قال : حدثنا الحسن بن عبد الوهاب عن محمد بن هارون عنهم .

وأما جعفر بن محمد النسائي : فأخبرناه ابن حزام عن النجاد عن الفلاس عن النسائي عنه .

وأخبرنا عبد العزيز بن جعفر قال : حدثنا الخلال عن منصور بن الوليد عن النسائي عنه .

وأما عبد الكريم بن الهيثم فأخبرناه عبد العزيز قال : حدثنا الخلال قال : حدثنا أبو بكر القنطري عن عبد الكريم بن الهيثم عنه .

وأما أحمد بن القاسم : فأخبرناه عبد العزيز قال : حدثنا الخلال حدثنا زكريا بن الفرج عن أحمد بن القاسم عنه .

وأما محمد بن الحكم : فأخبرناه عبد العزيز قال : حدثنا الخلال عن عبد الله بن أحمد عن بكر بن محمد عن أبيه عن محمد بن الحكم عنه .

وأما حرب الكرماني : فأخبرناه عبد العزيز عن الخلال عن حرب عنه .

وأما يوسف بن موسى ، وأحمد بن أصرم ، ومحمد بن يحيى الكحال : فأخبرناه عبد العزيز بن جعفر عن الخلال عنهم .

وأما أبو طالب : فأخبرناه عبد العزيز بن جعفر عن محمد بن علي عن أبي يحيى الناقد عن أبي طالب عنه .

وأما ابن مشيش : فأخبرناه ابن بطة قال : حدثنا أبو علي الحسن بن الهيثم بن الخلال بن ثوبة عن أبي جعفر محمد بن موسى بن مشيش عنه .

[ ص: 174 ]

وأما رواية مسلم بن الحجاج : فأخبرناه أبو إسحاق المزكي قال : حدثنا أبو حاتم مكي بن عبدان بن محمد بن بكر عن مسلم بن الحجاج عنه .

وأما أبو زرعة الرازي : فأخبرنا أبو عبد الله بن بطة قال : حدثنا ابن أبي العقب عن أبي زرعة عنه .

وأما المشكاني : فأخبرناه ابن بطة قال : حدثنا أبو حفص عمر بن محمد قال : حدثنا علي بن الحسن الشهرزوري قال : حدثنا أبو يحيى الناقد عن المشكاني عنه .

وأما إبراهيم الحربي : فأخبرناه أبو عبد الله قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أيوب بن المعافي عن إبراهيم الحربي عنه .

وأما أحمد بن هشام : فأخبرناه الحسن بن علي بن الحسن المعروف بابن الصفار قال : حدثنا أبو الحسن بن إسحاق قال : حدثني عمي إبراهيم بن أحمد بن هشام عنه .

وأما كتاب الخرقي : فأخبرناه أبو بكر الحسن بن يحيى بن قيس المقرئ عنه .

قال أبو عبد الله بن حامد : اعلم عصمنا الله وإياك من كل زلل أن الناقلين عن أبي عبد الله رضي الله عنه ممن سميناهم وغيرهم أثبات فيما نقلوه وأمناء فيما دونوه وواجب تقبل كل ما نقلوه وإعطاء كل رواية حظها على موجبها ولا تعل رواية وإن انفردت ولا تنفي عنه وإن عزبت ولا ينسب إليه في مسألة رجوع إلا ما وجد ذلك عنه نصا بالصريح : وإن نقل كنت أقول به وتركناه وإن عرى عن حد الصريح في الترك والرجوع : أقر على موجبه واعتبر حال الدليل فيه لاعتقاده بمثابة ما اشتهر من روايته .

وقد رأيت بعض من يزعم أنه منتسب إلى الفقه يلين القول في كتاب إسحاق بن منصور ويقول إنه يقال إن أبا عبد الله رجع عنه وهذا قول من لا ثقة له بالمذهب إذ لا أعلم أن أحدا من أصحابنا قال بما ذكره ولا أشار إليه .

وكتاب ابن منصور أصل بداية حاله تطابق نهاية شأنه إذ هو في بدايته سؤالات محفوظة ونهايته أنه عرض على أبي عبد الله فاضطرب لأنه لم يكن [ ص: 175 ] يقدر أنه لما يسأله عنه مدون فما أنكر عليه من ذلك حرفا ولا رد عليه من جواباته جوابا بل أقر على ما نقله أو وصف ما رسمه واشتهر في حياة أبي عبد الله ذلك بين أصحابه فاتخذه الناس أصلا إلى آخر أوانه .

واختلف أصحابه في كتبه : أيقال : فيها قديم لا حكم له ؟ .

فقال الخلال في كتاب العقيقة إن ما رواه مهنا قال : سألت أبا عبد الله عن رجل يختن ابنه لسبعة أيام  فكرهه وقال هذا فعل اليهود وقال لي أحمد بن حنبل : كان الحسن يكره أن يختن الرجل ابنه لسبعة أيام إن ذلك قديم والعمل على ما رواه حنبل وغيره .

ولفظ حنبل أن أبا عبد الله قال : إن ختن يوم السابع فلا بأس وإنما كرهه الحسن لئلا يتشبه باليهود وليس في هذا شيء .

وقال عبد العزيز بن جعفر في مسألتين إحداهما : من كتاب ابن منصور والأخرى : في كتاب المروذي ما يطابق ما قاله الخلال .

فقال عبد العزيز في الأيمان في الحدود : وما رواه ابن منصور قديم والعمل على ما رواه حرب ، وصالح لا يمين في شيء من الحدود  وأن ما رواه المروذي في القائل يا لوطي إنه يسأل عما أراد فإن قال : أردت أنك من قوم لوط لا حد قول قديم والعمل على ما رواه مهنا وغيره أن عليه الحد .

وهذا القول متميز أن يكون كتاب الكوسج ومسائله وكتاب مهنا ومسائله وكتاب المروذي وما جاء به تترك لأنها قديمة هذا عندي لا ينبغي أن يعول عليه وإثباتها قديما وجديدا إلا أن يكون من حيث الاستدلال لضعف مسألة في كتاب عند طائفة لعلها قوية عند غيرها ومع ذلك فما قدم وحدث في هذا الباب سواء إذ لا مزية لما حدث على ما قدم إلا بمقارنة صريح [ ص: 176 ] فيترك له ما كان من قبله قديما ومهما لم يوجد ذلك بطل أن يكون القديم دون الجديد .

وليست جوابات إمامنا في الأزمنة والأعصار إلا بمثابة ما يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الآثار لا يسقط نهايتها موجبات بدايتها إلا بأمر صريح بالنسخ أو التخفيف فإذا عدم ذلك كان على موجبات دعايته فكذلك في جواباته إذ العلماء قد أنكروا على أصحاب الشافعي من حيث الجديد والعتيق وأنه إذا ثبت القول فلا يرد إلا باليقين فكذلك في جوابات إمامنا ورأيت طائفة من أصحابنا في مسائل الفروع والأصول يسلكون الوقف وأنه لا يفتى بشيء إلا ما سبق به وإلا وجب السكوت في ذلك .

وطائفة ثانية فصلت فقالت : ما كان من الأصول فإنه لا يجيب في شيء إلا ما كان القول من الأئمة فيه سابقا وعملوا فيه على ما نقله أبو طالب عن أبي عبد الله في الإيمان أن من قال مخلوق فهو جهمي ومن قال إنه غير مخلوق فقد ابتدع وأنه يهجر حتى يرجع أن ذلك وعيد على مخالفة أمر لا يسع الجواب فيهما .

وإن كان من الفروع في الفقه فإنه يسع الجواب وإن كان به منفردا .

والأشبه عندي : أن سائر الفقه والأصول سواء وأن له إيقاع الجواب عند الاضطرار ونزول الحادثة أن يجتهد فيما يوجبه الدليل ويفتي بذلك وإن كان بالقول منفردا كما أن إمامنا صار في الأصول إلى ظاهر التنزيل .

وقد بين إمامنا أحمد في القرآن أنه لا يشك ولا يقف وأن القائلين بالحكاية والمحكي واللفظ والملفوظ والتلاوة والمتلو : زنادقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية