الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
669 - أبو بكر بن علي بن محمد بن موسى الخياط المقرئ البغدادي

الشيخ الصالح أحد الحنابلة الأخيار .

قرأ القرآن على المشايخ منهم : أبو أحمد الفرضي ، وبكر بن شاذان ، وأبو الحسين السوسنجردي ، وأبو الحسن الحمامي .

وسمع الحديث من جماعة منهم : بكر بن شاذان فيما أخبرنا عنه بقراءة أخي أبي القاسم قال له : أخبركم بكر بن شاذان قال : أخبرنا علي الأخباري قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : قرأت على محمد بن سعدان قلت له : حدثك عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه يتعتع فيه وهو عليه شاق : فله أجران اثنان " .  

وقرأت عليه ختمتين لنافع .

إحداهما من طريق الحلواني ، وأبي نشيط وأخبرنا أنه قرأ طريق الحلواني على الحمامي وأخبره الحمامي : أنه قرأ بها على أبي بكر النقاش وقرأ النقاش على الحسين بن العباس الرازي وقرأ الرازي على أحمد بن يزيد ، وابن قالون وقرأ جميعا على قالون وقرأ قالون على نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم قارئ المدينة .

وطريق أبي نشيط : على أبي أحمد الفرضي وأخبره أبو أحمد : أنه قرأ بها على أبي الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر المعروف بابن بويان وأخبره أبو الحسين أنه قرأ بها على أبي حسان أحمد بن محمد بن الأشعب وقرأ أبو حسان بها على [ ص: 233 ] أبي نشيط محمد بن هارون وقرأ أبو نشيط على قالون عيسى بن مينا النحوي الزهري وقرأ قالون على نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم قارئ المدينة وذلك بجزم الميم من " عليهم " و " لديهم " و " إليهم " وإشباعها .

وكان ختمي عليه في ذي الحجة سنة أربع وستين وأربعمائة وكان شيخي قرأ بها في المحرم سنة أربعمائة .

والختمة الثانية : من طريق إسماعيل بن جعفر : بضم الميمات في جميع القرآن وأخبرني أنه قرأ بها على أبي الحسين السوسنجردي في سنة أربعمائة .

وكان شيخي السوسنجردي قرأ بها على أبي القاسم زيد بن أبي بلال .

وأخبره زيد : أنه قرأ بها على أبي جعفر أحمد بن فرج وأخبره ابن فرج : أنه قرأ بها على أبي عمرو الدوري وأخبره الدوري : أنه قرأ بها على إسماعيل بن جعفر وأخبره إسماعيل : أنه قرأ بها على نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم .

وكان فراغي من هذه الختمة : في المحرم سنة خمس وستين وأربعمائة .

وكان شيخا خيرا أديبا ثقة .

وكان يتردد إلى الوالد السعيد الدفعات الكثيرة ويسمع درسه ويحضر أماليه بجامع المنصور وغيره .

وكان هو - أعني ابن الخياط - ثقة دينا يقرأ عليه القرآن والحديث في كل يوم في بيته وفي مسجده وفي جامع المنصور ويكثر عنده الناس .

وكان من شدة تحنبله : أنه كان إذا كتب إجازة أو سماعا أو قراءة : كتب في آخر نسبه " الحنبلي " .

وكان قد شاهد ابن حامد .

قرأت بخط أخي أبي القاسم رحمه الله تعالى : سألت أبا بكر بن الخياط عن مولده ؟ فقال : في سنة ست وسبعين وثلاثمائة سنة الحنبلية .

وتوفي في جمادى الأولى سنة سبع وستين وأربعمائة . [ ص: 234 ]

ودفن في مقبرة الجامع يوم الخميس رابع جمادى الأولى .

التالي السابق


الخدمات العلمية