685 - أبو الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي المعروف بالمقدسي :
صحب الوالد السعيد من سنة نيف وأربعين وتردد إلى مجلسه سنين عدة .
وعلق عنه أشياء في الأصول والفروع ونسخ واستنسخ من مصنفاته .
وسافر إلى الرحبة والشام وحصل له الأصحاب والأتباع والتلامذة والغلمان .
وكانت له كرامات ظاهرة ووقعات مع الأشاعرة وظهر عليهم بالحجة في مجالس السلاطين ببلاد الشام .
ويقال : إنه اجتمع مع الخضر عليه السلام دفعتين .
وكان يتكلم في عدة أوقات على الخاطر كما كان يتكلم ابن القزويني الزاهد .
فبلغني أن تتشا لما عزم على المجيء إلى بغداد في الدفعة الأولى لما وصلها السلطان : سأله الدعاء فدعا له بالسلامة فعاد سالما فلما كان في الدفعة الثانية استدعاه السلطان وهو ببغداد لأخيه تتش فرعب وسأل أبا الفرج الدعاء له فقال له : لا تراه ولا تجتمع به فقال له تتش : هو مقيم ببغداد وقد برزت إلى عنده ولا بد من المسير إليه فقال له : لا تراه فعجب من ذلك وبلغ هيت فجاءه [ ص: 249 ] الخبر بوفاة السلطان ببغداد فعاد إلى دمشق وزادت حشمة أبي الفرج عنده ومنزلته لديه .
وبلغني أن بعض السلاطين من المخالفين كان أبو الفرج يدعو عليه ويقول : كم أرميه ولا تقع الرمية به ؟ فلما كان في الليلة التي هلك ذلك المخالف فيها قال أبو الفرج لبعض أصحابه : قد أصبت فلانا وقد هلك فأرخت تلك الليلة فلما كان بعد بضعة عشر يوما ورد الخبر بوفاة ذلك الرجل في تلك الليلة التي أخبر أبو الفرج بهلاكه فيها .
وكان أبو الفرج ناصرا لاعتقادنا متجردا في نشره مبطلا لتأويلات أخبار الصفات .
وله تصنيف في الفقه والوعظ والأصول .
وتوفي بدمشق سنة ست وأربعمائة .