والحمد لله رب العالمين وولي المؤمنين كما ينبغي لعظمة جلاله وعزه وبهاء جماله والسلام على من اتبع الهدى وآثر ضياء الرشد على ظلم الردى .
وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
انتهت كتابته بمكة المكرمة تجاه باب الكعبة المعظمة على يد الفقير إلى عفو الله والملتجئ إلى حرم الإله عبد القادر بن عبد الوهاب بن عبد المؤمن القرشي عفا الله عن زلاته وتجاوز عن سيئاته وعفا عنه وعن والديه ومشايخه وأحبابه وإخوانه في الله وأودائه وعصمه وإياهم من الخطأ والخطل والزيغ والزلل والخلق الغبي والتعصب المذهبي .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وعترته وحزبه وحسبنا الله ونعم الوكيل في 7 شعبان المكرم سنة 874 أحسن الله تقضيها .
وأصل هذه الصورة الفوتوغرافية موجود بمكتبة يني جامع باستانبول تحت رقم [ ص: 261 ] وكان بيدنا نسخة أخرى جديدة الكتب تكرم به السلفي الصالح الشيخ محمد نصيف الناشر لعلم السلف قد اتخذناها مسودة لأن كاتبها العصري تركي لا يفقه في العلم شيئا حتى كان يحرف البديهيات .
وكان الفراغ من طبعه في ختام شهر شوال سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف من هجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمطبعة السنة المحمدية وقد حرصت على إبرازها على أدق ما أمكنني من التحقيق والتصحيح .
وهذه الطبقات تعطي صورة لما كان عليه تفكير الناس في هذا العصر الذي يعتبر من أول عصور الانحلال في المسلمين بسبب ما غلب عليهم من التقليد والعصبية المذهبية وما شاع فيهم من أوهام الصوفية حتى كان من أبرز ما يعتمدون عليه المنامات والرؤى والأخبار التي يتلقفونها من أفواه العامة وأشباههم بدون تحقيق ولا تمحيص ذلك أن رؤوسهم لم تكن بالقوة والاتزان الذي كان عند الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ولا عند جهابذة المحققين من المتأخرين أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم رحمهما الله فلقد كان لذلك الضعف في التفكير ولهذا التقليد والعصبية المذهبية آثار ستلمسها في ثنايا هذه الطبقات إذا حرصت على الاستمساك بالميزان العادل من كتاب الله وسننه الكونية وهدي رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
وفقنا الله وإياك لذلك وغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان وطهر قلوبنا من كل غل على أحد من المؤمنين الحاضرين والسابقين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله أجمعين . وكتبه فقير عفو الله ورحمته محمد حامد الفقي


