925 - أخبرنا ، ثنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حسن بن سفيان ، ثنا ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، عن علي بن مسهر عبد الملك ، عن ، عن عطاء ، رضي الله عنه : أبي هريرة ولقد رآه نزلة أخرى قال : رأى جبريل عليه الصلاة والسلام . رواه في الصحيح عن مسلم ، فاتفقت رواية [ ص: 352 ] أبي بكر بن أبي شيبة عبد الله بن مسعود وعائشة بنت الصديق رضي الله عنهم ، على أن هذه الآيات أنزلت في وأبي هريرة جبريل عليه الصلاة والسلام ، وفي بعضها أسند الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أعلم بمعنى ما أنزل إليه . قال رؤية النبي صلى الله عليه وسلم رحمه الله تعالى في تقدير قوله : أبو سليمان الخطابي ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى على ما تأوله عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما من رؤيته صلى الله عليه وسلم وعائشة جبريل عليه السلام في صورته التي خلق عليها ، والدنو منه عند المقام الذي رفع إليه وأقيم فيه قوله : دنا فتدلى المعني به جبريل عليه السلام تدلى من مقامه الذي جعل له في الأفق الأعلى فاستوى ، أي وقف وقفة ثم دنا فتدلى أي نزل حتى كان بينه وبين المصعد الذي رفع إليه محمد صلى الله عليه وسلم قاب قوسين أو أدنى فيما يراه الرائي ويقدره المقدر . وقال بعضهم : دنا جبريل فتدلى محمد صلى الله عليه وسلم ساجدا لربه . وقوله في الحديث . يريد : " رأى رفرفا " جبريل عليه السلام في صورته على رفرف ، والرفرف البساط ، ويقال : فراش ، ويقال : بل هو ثوب كان لباسا له ، فقد روي أنه رآه في حلة رفرف . قلت : وفي حديث عن قتادة في الحسن البصري فأوحى إلى عبده ما أوحى قال : عبده جبريل عليه السلام ، أوحى الله تعالى إلى جبريل ، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم الحجاب . وهذا يدل على أنه ذهب في تفسير الآية إلى معنى ما تقدم ذكره ، وأن الله تعالى أوحى إلى قوله : " جبريل عليه السلام ما أوحى ، ثم جبريل عليه السلام ألقاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، ورأى محمد صلى الله عليه وسلم الحجاب ، يريد والله أعلم : ما روي في بعض الأخبار من رؤيته النور الأعظم ودونه الحجاب رفرف الدر والياقوت .
[ ص: 353 ]