الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 370 ] باب ما جاء في قول الله عز وجل : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ما جاء في قول الله عز وجل : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور ، وقوله تبارك وتعالى : وجاء ربك والملك صفا صفا . .

943 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن الفضل الصائغ ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، في قوله تعالى : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة يقول : الملائكة يجيئون في ظلل من الغمام ، والله عز وجل يجيء فيما يشاء ،  وهي في بعض القراءة : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام وهي كقوله ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا . قلت : فصح بهذا التفسير أن الغمام إنما هو مكان الملائكة ومركبهم ، وأن الله [ ص: 371 ] تعالى لا مكان له ولا مركب ، وأما الإتيان والمجيء فعلى قول أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه يحدث الله تعالى يوم القيامة فعلا يسميه إتيانا ومجيئا ، لا بأن يتحرك أو ينتقل ، فإن الحركة والسكون والاستقرار من صفات الأجسام ، والله تعالى أحد صمد ليس كمثله شيء . وهذا كقوله عز وجل : فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ولم يرد به إتيانا من حيث النقلة ، إنما أراد إحداث الفعل الذي به خرب بنيانهم وخر عليهم السقف من فوقهم ، فسمى ذلك الفعل إتيانا ، وهكذا قال في أخبار النزول إن المراد به فعل يحدثه الله عز وجل في سماء الدنيا كل ليلة يسميه نزولا بلا حركة ولا نقلة ، تعالى الله عن صفات المخلوقين .

التالي السابق


الخدمات العلمية