الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
965 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن عباد ، ثنا يحيى بن سليم ، عن ابن خيثم ، عن سعيد بن أبي راشد ، أنه أخبره عن يعلى بن مرة ، أن حسنا ، وحسينا ، رضي الله عنهما أقبلا يسعيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جاءه أحدهما جعل يده في عنقه ، ثم جاء الآخر فجعل يده في عنقه ، ثم قبل هذا وقبل هذا ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : " إني أحبهما فأحبهما ، أيها الناس إن الولد مبخلة مجبنة ، وإن آخر وطئة وطئها الرحمن بوج "   . الوطأة المذكورة في هذا الحديث عبارة عن نزول بأسه به قال أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي : " معناه عند أهل النظر : أن آخر ما أوقع الله سبحانه وتعالى بالمشركين بالطائف ، وكان آخر غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل فيها العدو ، ووج واد بالطائف . قال : وكان سفيان بن عيينة رضي الله عنه يذهب في تأويل هذا الحديث إلى ما ذكرناه ، قال : وهو مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف " . .

[ ص: 390 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية