الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1020 - قال أبو الحسن : " والخدع معناه في كلام العرب الفساد ، أخبرنا الأنباري عن أبي العباس النحوي ، عن ابن الأعرابي أنه قال : الخادع عند العرب الفاسد من الطعام وغيره ، وأنشد :

أبيض اللون لذيذ طعمه طيب الريق إذا الريق خدع

[ ص: 441 ] معناه : فسد ، تأويل قوله : يخادعون الله وهو خادعهم  أي يفسدون ما يظهرون من الإيمان بما يضمرون من الكفر ، وهو خادعهم ، أي يفسد عليهم نعمهم في الدنيا بما يصيرهم إليه من عذاب الآخرة . قال أبو الحسن : والمكر من الله سبحانه استدراجهم من حيث لا يعلمون ، وقد يوصف الله سبحانه بالمكر على هذا المعنى ، ولا يوصف بالاحتيال ، لأن المحتال هو الذي يقلب الفكرة حتى يهتدي بتقليب الفكرة إلى وجه ما أراد ، والماكر الذي يستدرج فيأخذ من وجه غفلة المستدرج . قال الله عز وجل : سنستدرجهم من حيث لا يعلمون .

التالي السابق


الخدمات العلمية