1062 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو بكر القطان ، نا أحمد بن يوسف ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال : قال رسول [ ص: 480 ] الله صلى الله عليه وسلم : " اشتد غضب الله عز وجل على قوم فعلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم " . وهو حينئذ يشير إلى رباعيته . وقال : " اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله " . رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر ، ورواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق . قال الشيخ رحمه الله : والكلام في الغضب كالكلام في السخط ، وأما الولاية والعداوة فقد قال الله عز وجل : الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور وقال : والله ولي المؤمنين وقال : والله ولي المتقين ، وقال : فإن الله عدو للكافرين ، وهما عند أبي الحسن الأشعري يرجعان إلى الإرادة ، فولاية المؤمنين إرادته إكرامهم ونصرتهم ومثوبتهم على التأبيد ، وعداوة الكافرين إرادته إهانتهم وتبعيدهم وعقوبتهم على التأبيد ، وأما الاختيار فقد قال الله عز وجل : وربك يخلق ما يشاء ويختار وهو عنده أيضا يرجع إلى إرادته إكرام من يشاء من عبيده بما يشاء من لطائفه ، وهو عند غيره من صفات الفعل ، فلا يكون معناه راجعا إلى الإرادة بمعنى ، بل يكون راجعا إلى فعل الإكرام والله أعلم .


