الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1062 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو بكر القطان ، نا أحمد بن يوسف ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال : قال رسول [ ص: 480 ] الله صلى الله عليه وسلم : " اشتد غضب الله عز وجل على قوم فعلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم " . وهو حينئذ يشير إلى رباعيته . وقال : " اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله "   . رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر ، ورواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق . قال الشيخ رحمه الله : والكلام في الغضب كالكلام في السخط ، وأما الولاية والعداوة فقد قال الله عز وجل : الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور وقال : والله ولي المؤمنين وقال : والله ولي المتقين ، وقال : فإن الله عدو للكافرين ، وهما عند أبي الحسن الأشعري يرجعان إلى الإرادة ، فولاية المؤمنين إرادته إكرامهم ونصرتهم ومثوبتهم على التأبيد ، وعداوة الكافرين إرادته إهانتهم وتبعيدهم وعقوبتهم على التأبيد ، وأما الاختيار فقد قال الله عز وجل : وربك يخلق ما يشاء ويختار وهو عنده أيضا يرجع إلى إرادته إكرام من يشاء من عبيده بما يشاء من لطائفه ، وهو عند غيره من صفات الفعل ، فلا يكون معناه راجعا إلى الإرادة بمعنى ، بل يكون راجعا إلى فعل الإكرام والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية