الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1073 - قال الشيخ : وهذا الذي قاله أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني رحمه الله موجود فيما أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله سبحانه : وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال : أعلم أنك تجيبني إذا دعوتك ، وتعطيني إذا سألتك .   [ ص: 488 ] وقال أبو سليمان الخطابي رحمه الله : " مذهب هذا الحديث التواضع والهضم من النفس وليس في قوله : " نحن أحق بالشك من إبراهيم " ، اعتراف بالشك على نفسه ، ولا على إبراهيم صلى الله عليهما ، لكن فيه نفي الشك عن كل واحد منهما ، يقول : إذا لم أشك أنا ولم أرتب في قدرة الله على إحياء الموتى ، فإبراهيم عليه السلام أولى بأن لا يشك فيه ولا يرتاب ، وفيه الإعلام أن المسألة من قبل إبراهيم لم تعرض من جهة الشك ، لكن من قبل طلب زيادة العلم واستفادة معرفة كيفية الإحياء ، والنفس تجد من الطمأنينة بعلم الكيفية ما لا تجده بعلم الأنية ، والعلم في الوجهين حاصل ، والشك مرفوع ، وقد قيل : إنما طلب الإيمان بذلك حسا وعيانا ، لأنه فوق ما كان عليه من الاستدلال ، والمستدل لا يزول عنه الوسواس والخواطر ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس الخبر كالمعاينة " قال : وحكى لنا عن ابن المبارك في قوله : ولكن ليطمئن قلبي قال : أي ليرى من أدعوه إليك منزلتي ومكاني منك فيجيبوني إلى طاعتك " .  

التالي السابق


الخدمات العلمية