الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
379 - أخبرنا الإمام أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، أنا عبد الخالق بن الحسن ، حدثنا عبد الله بن ثابت ، قال: أخبرني أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل ، عن من ، أخذ تفسيره من التابعين في قوله عز وجل: سيقول الذين أشركوا  مع الله ، يعني مشركي العرب ، لو شاء الله ما أشركنا ولا أشرك آباؤنا ، ولا حرمنا من شيء من الحرث والأنعام ولكن الله تعالى أمر بتحريمه كذلك ، يعني هكذا كذب الذين من قبلهم من الأمم الخالية رسلهم كما كذب كفار مكة محمدا صلى الله عليه وسلم: حتى ذاقوا بأسنا يعني عذابنا: قل هل عندكم من علم ، يعني من بيان فتخرجوه لنا يقول: تبينوه لنا بتحريمه من الله عز وجل: لقول الله عز وجل: إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون الكذب قل لهم يا محمد: فلله الحجة البالغة على الخلق: فلو شاء لهداكم أجمعين لدينه: قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا الحرث والأنعام فإن شهدوا أن الله حرمه: فلا تشهد معهم قال: وقالوا: لو شاء الرحمن ما عبدناهم يعنون الملائكة ، يقول الله تعالى: ما لهم بذلك من علم بأن الله لو شاء لمنعهم من عبادة الملائكة ، إن هم إلا يخرصون يقول: ما يقولون إلا الكذب إن الملائكة بنات الله وقال في قوله تعالى: وما الله يريد ظلما للعالمين فيعذب على غير ذنب ، وفي قوله: وما الله يريد ظلما للعباد يعذب على غير ذنب قلت: يعني لا يريد أن يظلمهم فيعذبهم على غير ذنب عند من لا يعرف كمال ربوبيته ، وأن له ما يشاء في مملكته ولا يكون ذلك منه ظلما.

[ ص: 454 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية