الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 485 ] باب ما جاء في إثبات صفة التكليم ، والتكلم ، والقول  سوى ما مضى قال الله جل ثناؤه: وكلم الله موسى تكليما فوصف نفسه بالتكليم ، ووكده بالتكرار ، فقال تكليما ، وقال تعالى: ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ، وقال جل وعلا: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ، وذكر في غير آية من كتابه ما كلم به موسى عليه السلام ، فقال: يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ، إلى قوله: واصطنعتك لنفسي ، وقال: يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين فهذا كلام سمعه موسى عليه السلام بإسماع الحق إياه بلا ترجمان بينه وبينه ، دله بذلك على ربوبيته ، ودعاه إلى وحدانيته ، وأمره بعبادته ، وإقامة الصلاة لذكره ، وأخبره أنه اصطنعه لنفسه ، واصطفاه برسالاته وبكلامه ، وأنه مبعوث إلى الخلق بأمره.

[ ص: 486 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية