الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
473 - أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب البغدادي ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنا زيد بن الحباب ، ثنا حماد بن سلمة ح ، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ، أنا حسن بن موسى الأشيب ، ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: " يقول الله عز وجل: يا ابن آدم مرضت ، فلم تعدني ، فيقول: يا رب ، كيف أعودك ، وأنت رب العالمين؟  ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ فيقول: أما‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ أما علمت أن عبدي فلانا مرض ، فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته؛ لوجدتني عنده ، فيقول: يا ابن آدم ، استسقيتك فلم تسقني ، فيقول: أي رب ، وكيف أسقيك ، وأنت رب العالمين؟ ‍‍‍ فيقول تبارك وتعالى: أما علمت أن عبدي فلانا استسقاك ، [ ص: 547 ] فلم تسقه؟ أما علمت أنك لو سقيته؛ لوجدت ذلك عندي؟ قال: ويقول الله عز وجل: يا ابن آدم ، استطعمتك ، فلم تطعمني ، فيقول: أي رب ، وكيف أطعمك ، وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانا استطعمك ، فلم تطعمه؟ أما إنك لو أطعمته؛ لوجدت ذلك عندي " لفظ حديث الأشيب ، وفي رواية زيد بن الحباب: "فلو عدته لوجدت ذلك عندي" وبمعناه ، قال في باقي الحديث أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بهز بن أسد ، عن حماد ، وفيه أن ذلك يقوله يوم القيامة وفي استفسار هذا العبد ما أشكل عليه دليل على إباحة سؤال من لا يعلم من يعلم حتى يقف على المشكل من الألفاظ إذا أمكن الوصول إلى معرفته ، وفيه دليل على أن اللفظ قد يرد مطلقا ، والمراد به غير ما يدل عليه ظاهره ، فإنه أطلق المرض والاستسقاء والاستطعام على نفسه والمراد به ولي من أوليائه وهو كما قال الله عز وجل: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله وقوله: إن الذين يؤذون الله ورسوله ، وقوله: إن تنصروا الله ينصركم ، والمراد بجميع ذلك أولياؤه وقوله: "لوجدتني عنده" أي وجدت رحمتي وثوابي عنده ، ومثله قوله عز وجل: ووجد الله عنده فوفاه حسابه أي وجد حسابه وعقابه.

التالي السابق


الخدمات العلمية