488 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الإسفراييني ابن السقا ، أنا أبو يحيى عثمان بن محمد بن مسعود ، أخبرني إسحاق بن إبراهيم الجلاب ، ثنا محمد بن هانئ ، ثنا الحسين بن ميمون ، ثنا الهذيل ، عن مقاتل ، قال: على وجهين: فوجه منهما: جعلوا الله يعني وصفوا الله ، فذلك قوله عز وجل في سورة الأنعام تفسير (جعلوا) وجعلوا لله شركاء يعني وصفوا لله شركاء ، وكقوله في الزخرف: وجعلوا له من عباده جزءا يعني وصفوا له وكقوله في سورة النحل: ويجعلون لله البنات يعني ويصفون لله البنات وكقوله في الزخرف: وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا يعني وصفوا الملائكة إناثا ، فزعموا أنهم بنات الرحمن تبارك وتعالى [ ص: 563 ] والوجه الثاني: وجعلوا يعني: قد فعلوا بالفعل ، فذلك قوله عز وجل في الأنعام: وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا يعني قد فعلوا ذلك ، وقوله في سورة يونس: قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق يعني الحرث والأنعام: فجعلتم منه حراما وحلالا وقوله: ثم جعل منها زوجها يعني خلق قلت: وأما قوله عز وجل: إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ، وقوله: ذي قوة عند ذي العرش مكين فقد قال في آية أخرى: فأجره حتى يسمع كلام الله فأثبت أن القرآن كلامه ، ولا يجوز أن يكون كلامه وكلام جبريل عليه السلام ، فثبت أن معنى قوله: إنه لقول رسول كريم أي تلقاه عن رسول كريم ، أو قول سمعه من رسول كريم أو نزل به عليه رسول كريم.