الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
488 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الإسفراييني ابن السقا ، أنا أبو يحيى عثمان بن محمد بن مسعود ، أخبرني إسحاق بن إبراهيم الجلاب ، ثنا محمد بن هانئ ، ثنا الحسين بن ميمون ، ثنا الهذيل ، عن مقاتل ، قال: تفسير (جعلوا)  على وجهين: فوجه منهما: جعلوا الله يعني وصفوا الله ، فذلك قوله عز وجل في سورة الأنعام وجعلوا لله شركاء يعني وصفوا لله شركاء ، وكقوله في الزخرف: وجعلوا له من عباده جزءا يعني وصفوا له وكقوله في سورة النحل: ويجعلون لله البنات يعني ويصفون لله البنات وكقوله في الزخرف: وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا يعني وصفوا الملائكة إناثا ، فزعموا أنهم بنات الرحمن تبارك وتعالى [ ص: 563 ] والوجه الثاني: وجعلوا يعني: قد فعلوا بالفعل ، فذلك قوله عز وجل في الأنعام: وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا يعني قد فعلوا ذلك ، وقوله في سورة يونس: قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق يعني الحرث والأنعام: فجعلتم منه حراما وحلالا وقوله: ثم جعل منها زوجها يعني خلق قلت: وأما قوله عز وجل: إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ، وقوله: ذي قوة عند ذي العرش مكين فقد قال في آية أخرى: فأجره حتى يسمع كلام الله فأثبت أن القرآن كلامه ، ولا يجوز أن يكون كلامه وكلام جبريل عليه السلام ، فثبت أن معنى قوله: إنه لقول رسول كريم أي تلقاه عن رسول كريم ، أو قول سمعه من رسول كريم أو نزل به عليه رسول كريم.

التالي السابق


الخدمات العلمية