ومنها في قول من يجعله من الجبر الذي هو نظير الإكراه لأنه يدخل في إحداث الشيء عن عدم الحليمي فإنه إذا أراد وجوده كان لم يتخلف كونه عن حال إرادته، ولا يمكن فيه غير ذلك، فيكون فعله له كالجبر، إذ الجبر طريق إلى دفع الامتناع عن المراد، فإذا كان ما يريده الباري جل وعز لا يمتنع عليه فذاك في الصورة جبر، وقد قال الله عز وجل: "الجبار" قال ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين وقد قيل في غير هذا، فمن ألحقه بهذا الباب لم يميزه عن الإبداع، وجعل الاعتراف له بأنه بديع اعترافا له بأنه جبار وقال معنى الجبار فيما أخبرته عنه: الجبار الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره ونهيه، يقال: جبره السلطان وأجبره بالألف ويقال: هو الذي جبر مفاقر الخلق وكفاهم أسباب المعاش والرزق، ويقال: بل الجبار العالي فوق خلقه، من قولهم تجبر النبات إذا علا. أبو سليمان الخطابي