588 - وأخبرنا أبو عبد الله ، وأبو سعيد قالا: ثنا ، قال: سمعت أبو العباس محمدا ، يقول: سمعت أبا محمد فوزان يقول: جاءني ، صالح بن أحمد وأبو بكر المروزي عندي فدعاني إلى أبي عبد الله وقال لي: إنه قد بلغ أبي أن أبا طالب قد حكي عنه أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. فقوموا إليه، فقمت واتبعني صالح [ ص: 19 ] وأبو بكر ، فدار صالح من بابه فدخلنا على أبي عبد الله ووافانا صالح من بابه، فإذا أبو عبد الله غضبان شديد الغضب يتبين الغضب في وجهه، فقال اذهب جئني لأبي بكر: بأبي طالب. فجاء أبو طالب ، وجعلت أسكن أبا عبد الله قبل مجيء أبي طالب ، وأقول: له حرمة. فقعد بين يديه وهو يرعد متغير الوجه، فقال له أبو عبد الله: حكيت عني أني قلت: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ قال: إنما حكيت عن نفسي، فقال له: لا تحك هذا عنك ولا عني، فما سمعت عالما يقول هذا. وقال له: فقلت القرآن كلام الله غير مخلوق حيث يصرف. لأبي طالب ، وأبو عبد الله يسمع: إن كنت حكيت هذا لأحد فاذهب حتى تخبره أن أبا عبد الله قد نهى عن هذا. قال الشيخ: فهاتان الحكايتان تصرحان بأن رضي الله عنه بريء مما خالف مذهب المحققين من أصحابنا، إلا أنه كان يستحب قلة الكلام في ذلك، وترك الخوض فيه، مع إنكار ما خالف مذهب الجماعة، وفي مثل ذلك:. أبا عبد الله أحمد بن حنبل