الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
743 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، نا أحمد بن عبيد الله النرسي ، نا عبيد الله بن موسى ، نا شيبان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع [ ص: 177 ] الجبار، وضرسه مثل أحد   " . قال بعض أهل النظر في قوله: "ساعد الله أشد من ساعدك" معناه: أمره أنفذ من أمرك، وقدرته أتم من قدرتك، كقولهم: جمعت هذا المال بقوة ساعدي، يعني به رأيه وتدبيره وقدرته، فإنما عبر عنه بالساعد للتمثيل لأنه محل القوة، يوضح ذلك قوله: "وموساه أحد من موساك" . يعني قطعه أسرع من قطعك، فعبر عن القطع بالموسى لما كان سببا على مذهب العرب في تسمية الشيء باسم ما يجاوره، ويقرب منه، ويتعلق به، كما سميت البصر عينا والسمع أذنا، وقال في قوله: "بذراع الجبار" . إن الجبار [ ص: 178 ] ههنا لم يعن به القديم، وإنما عنى به رجلا جبارا كان يوصف بطول الذراع وعظم الجسم، ألا ترى إلى قوله: كل جبار عنيد ، وقوله: وما أنت عليهم بجبار فقوله: "بذراع الجبار" أي بذراع الجبار الموصوف بطول الذراع وعظم الجسد، ويحتمل أن يكون ذلك ذراعا طويلا يذرع به يعرف بذراع الجبار، على معنى التعظيم والتهويل، لا أن له ذراعا كذراع الأيدي المخلوقة.

التالي السابق


الخدمات العلمية