الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 180 ] باب ما ذكر في الساق قال الله عز وجل: يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم الآية.

745 - وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الضبي ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا يحيى بن بكير ، نا الليث ، عن خالد يعني ابن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه قال: قلنا يا رسول الله أنرى ربنا تعالى ذكره؟  قال: "هل تضارون في رؤية الشمس إذا كان صحوا؟" قلنا: لا، قال: "فتضارون في رؤية القمر ليلة البدر إذا كان صحوا؟" قلنا: لا، قال: " فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤيتهما، ثم ينادي مناد: ليذهب كل قوم مع من كانوا يعبدون ". فذكر الحديث وفيه" فيقول هل بينكم [ ص: 181 ] وبينه آية تعرفونها؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا". قال: [ ص: 182 ] وذكر الحديث. رواه البخاري في الصحيح عن ابن بكير ، ورواه عن آدم بن أبي إياس عن الليث مختصرا، وقال في الحديث "يكشف ربنا عن ساقه" ، ورواه مسلم عن عيسى بن حماد عن الليث. كما رواه ابن بكير ، وروي ذلك أيضا عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: " هذا الحديث مما تهيب القول فيه شيوخنا، فأجروه على ظاهر لفظه، ولم يكشفوا عن باطن معناه، على نحو مذهبهم في التوقف [ ص: 183 ] عن تفسير كل ما لا يحيط العلم بكنهه من هذا الباب، وقد تأوله بعضهم على معنى قوله: يوم يكشف عن ساق فروي عن ابن عباس أنه قال: عن شدة وكرب. قال أبو سليمان: فيحتمل أن يكون معنى قوله: "يوم يكشف ربنا عن ساقه"   . أي عن قدرته التي تنكشف عن الشدة والمعرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية