فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازا وناء بكلكل
وليس هناك صلب، ولا عجز، ولا كلكل؛ وإنما هي أمثال ضربها لما أراد من بيان طول الليل واستقصاء الوصف له، فقطع الليل تقطيع ذي أعضاء من الحيوان، وقد تمطى عند إقباله وامتد بعد بدوام ركوده، وطول ساعاته، وقد تستعمل الرجل أيضا في القصد للشيء والطلب له على سبيل جد وإلحاح، يقال: قام فلان في هذا الأمر على رجل، وقام على ساق إذا جد في الطلب، وبالغ في السعي. وهذا الباب كثير التصرف. فإن قيل: فهلا تأولت اليد والوجه على هذا النوع من التأويل، وجعلت الأسماء فيهما أمثالا كذلك؟ فإن قيل: إن هذه الصفات مذكورة في كتاب الله عز وجل بأسمائها، وهي صفات مدح، والأصل أن كل صفة جاء بها الكتاب أو صحت بأخبار التواتر أو رويت من طريق الآحاد وكان لها أصل في الكتاب، أو خرجت على بعض معانيه فإنا نقول بها ونجريها على ظاهرها من غير تكييف، وما لم يكن له في الكتاب ذكر، ولا في التواتر أصل، ولا له بمعاني الكتاب تعلق، وكان مجيئه من طريق الآحاد وأفضى بنا القول إذا أجريناه على ظاهره إلى [ ص: 195 ] التشبيه فإنا نتأوله على معنى يحتمله الكلام ويزول معه معنى التشبيه، وهذا هو وبالله العصمة، ونسأله التوفيق لصواب القول، ونعوذ بالله من الخطأ والزلل فيه، إنه رؤوف رحيم. الفرق بين ما جاء من ذكر القدم والرجل والساق، وبين اليد والوجه والعين،