فقلت له ارفعها إليك وأحيها بروحك واجعله لها قيتة قدرا
قوله: أحيها بروحك: أي أحيها بنفخك. فالمسيح ابن مريم روح الله؛ لأنه كان بنفخة جبريل عليه الصلاة والسلام في درع مريم، ونسب الروح إليه لأنه بأمره كان" قال بعض المفسرين: وقد تكون الروح بمعنى الرحمة قال الله عز وجل: وأيدهم بروح منه أي قواهم برحمة منه، فقوله: فنفخنا فيه من روحنا أي: من رحمتنا. ويقال لعيسى: روح الله؛ أي: رحمة الله على من آمن به. وقيل: قد يكون الروح بمعنى الوحي، قال الله عز وجل: يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده وقال: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا وقال ينزل الملائكة بالروح من أمره يعني بالوحي، وإنما فكذلك سمي سمى الوحي روحا لأنه حياة من الجهل، المسيح عيسى [ ص: 218 ] ابن مريم روحا، لأن الله تعالى يهدي به من اتبعه فيحييه من الكفر والضلالة، وقال: فنفخنا فيه من روحنا أي صار بكلمتنا كن بشرا من غير أب. وسمي جبريل عليه السلام روحا، فقال: قل نزله روح القدس يعني جبريل عليه السلام وقال: نزل به الروح الأمين يعني جبريل عليه السلام، وقال: وأيدناه بروح القدس يعني جبريل عليه السلام، وقال: فأرسلنا إليها روحنا يعني جبريل عليه السلام، وقال: تنزل الملائكة والروح فيها ، قيل: أراد به جبريل عليه السلام وقيل: أراد به الملك المعظم الذي أراد بقوله: يوم يقوم الروح والملائكة صفا وقوله: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي .