الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6 - ذكر الزبير بن العوام رضي الله عنه  

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي بن كلاب ، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم سماه النبي صلى الله عليه وسلم الحواري يعني الناصر.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير"  وفي رواية جابر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق: "من يأتينا بخبر [ ص: 224 ] القوم؟" فقال الزبير: أنا يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير" .  

وعن هشام بن عروة ، عن أبيه، قال: إن أول من سل سيفه في الله الزبير ،  نفحة نفحها الشيطان: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وهو بأعلى مكة، فسل الزبير سيفه، ثم خرج يشق الناس حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بأعلى مكة، فقال: "مالك يا زبير؟" قال: أخبرت أنك أخذت، فصلى عليه ودعا له ولسيفه.

وعن عكرمة ، قال: خرج رجل يوم قريظة من العدو، قال: رجل ورجل.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قم يا زبير" .

فقالت صفية: يا رسول الله واحدي، فقال: أيهما علا صاحبه قتله، فعلاه الزبير فقتله، فنفله [ ص: 225 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه.
 


وعن هشام بن عروة ، عن أبيه، قال: قالت عائشة رضي الله عنها: إن كان أبواك لمن الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح أبو بكر ، والزبير بن العوام.  

وعن الحسن ، قال: كان بالزبير بضعة وثلاثون ضربة، كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم.  

وعن علي بن زيد ، قال: حدثني من رأى الزبير بن العوام صدره كأنه العيون من الطعن والرمي.

وعن ابن شهاب ، قال: لما أتى علي رضي الله عنه بسيف الزبير جعل يقلبه ويقول: سيف طال ما جلا الغم عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم   [ ص: 226 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية