الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12 - ذكر أسامة بن زيد رضي الله عنه  

يقال له: الحب بن الحب، أي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحبه ويحب أباه.

زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب من بني كلب بن وبرة.

قال أهل التاريخ: كنيته أبو محمد ، وقيل: أبو زيد ، وقيل: أبو خارجة ، كان أبوه زيد بن حارثة ممن أنعم الله عليه بالإسلام، وأنعم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالعتق.

أمه: أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم، اسمها بركة، قيل: أعتقها عبد الله بن عبد المطلب ، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسامة على جيش مؤتة في مرضه الذي توفي فيه صلى الله عليه وسلم   [ ص: 272 ] .

روي عن ابن عمر ، رضي الله عنه، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر أسامة بن زيد ، فطعن الناس في إمارته، فقال: "إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة، وايم الله إن كان لمن أحب الناس إلي، وإن ابنه هذا من أحب الناس إلي بعده"  أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ ، أنبأنا أبو عبد الرحمن النيسابوري ، أنبأنا أبو بكر الجوزقي ، أنبأنا أبو العباس الدغولي ، أنبأنا أبو بكر بن خيثمة ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثنا ابن فليح ، عن موسى بن عقبة قال سالم: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كان لمن أحب الناس إلي، يعني زيدا ، وإن هذا لمن أحب الناس إلي، يعني أسامة ، فاستوصوا به خيرا، فإنه من خياركم" وعن أسامة بن زيد ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، يأخذني، والحسن فيقول: "اللهم إني أحبهما فأحبهما"   [ ص: 273 ] قال أصحاب السير: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنى زيد بن حارثة ، فكان يقال له: زيد بن محمد ، حتى نزلت هذه الآية ادعوهم لآبائهم   .

قال أهل التاريخ: مات أسامة بن زيد في آخر خلافة معاوية ،  فكان ابن سبع عشرة سنة، متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 274 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية