الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15 - ذكر أسيد بن حضير رضي الله عنه  

أنصاري، عقبي، بدري، كنيته أبو يحيى ، وقيل: أبو عتيك، توفي في خلافة عمر رضي الله عنه، فحمله عمر بين عمودي السرير حتى [ ص: 281 ] وضعه وصلى عليه.

قالت عائشة، رضي الله عنها: كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس،  وكان يقول: لو أني أكون كما أكون على حال من الأحوال ثلاثا، لكنت من أهل الجنة، وما شككت في ذلك: حين أقرأ القرآن، وحين أسمعه يقرأ، وإذا سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا شهدت جنازة، وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي سوى ما هو مفعول بها، وما هي صائرة إليه.

وعن كعب بن مالك ، قال: كان أسيد بن حضير رجلا حسن الصوت بالقرآن، وأنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني بينما أنا أقرأ على ظهر بيتي، والمرأة في الحجرة، والفرس مربوط بباب الحجرة إذ غشيتني مثل السحابة، فخشيت أن تنفر الفرس فتفزع المرأة فتسقط، فانصرفت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ أسيد فإن ذلك ملك استمع القرآن"   .

وفي رواية محمد بن إبراهيم التيمي ، قال: بينما هو يقرأ سورة البقرة من الليل، وفرسه مربوطة، إذ جالت الفرس، قال: فسكت فسكنت الفرس [ ص: 282 ] ، فقرأت فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأت فجالت، فسكت فسكنت، قال: فرفع رأسه إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، عرجت إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح، حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله: "اقرأ ابن حضير ، اقرأ ابن حضير ، ثلاث مرات، تدري ما ذاك؟"، قال: لا يا رسول الله، قال: "تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبح الناس ينظرون إليها ما تتوارى عنهم"  أخبرنا والدي محمد بن الفضل رحمه الله، سعيد بن أبي سعيد ، حدثنا محمد بن عمر ، حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا البخاري ، حدثنا علي بن مسلم ، حدثنا حبان ، وحدثنا همام ، حدثنا قتادة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رجلين خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ليلة مظلمة، فإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا، فتفرق النور معهما   " قال البخاري: وقال معمر ، عن ثابت ، عن أنس: أن أسيد بن حضير ، ورجلا من الأنصار.

وقال حماد: أنبانا ثابت ، عن أنس ، قال: "كان أسيد بن حضير ، وعباد بن بشر عند النبي صلى الله عليه وسلم" .

يعني ما تقدم من حديث النور [ ص: 283 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية