الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

روي عن عبد الله ، قال: أول من أظهر الإسلام سبعة:  رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر ، وعمار ، وأمه سمية، وصهيب ، وبلال ، والمقداد.

ومنع الله رسوله بعمه أبي طالب ، وأبا بكر بقومه، وأخذ المشركون سائرهم، فألبسوهم أدراع الحديد، ثم صهروهم في الشمس، فما منهم من أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلالا ، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على [ ص: 287 ] قومه، فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد.

وعن أنس ، رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أخفت في الله، وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله، وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من يوم وليلة ما لي ولبلال طعام يأكله أحد إلا شيء يواريه إبط بلال"  وعن بريدة ، وجابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " سمعت في الجنة خشخشة أمامي، فقلت: من هذا يا جبريل؟ "، فقال: بلال ، فأخبروا بلالا بهذا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بم سبقتني إلى الجنة؟"، قال: يا رسول الله، ما أحدثت إلا توضأت، ولا توضأت إلا رأيت أن لله علي ركعتين أصليهما وعن سعيد بن المسيب ، رضي الله عنه، قال: اشترى أبو بكر ، بلالا بخمس أواق فأعتقه، فلما كانت خلافة أبي بكر تجهز بلال [ ص: 288 ] ليخرج إلى الشام، فقال له أبو بكر: ما كنت أراك يا بلال أن تدعنا على هذه الحالة، لو أقمت معنا فأعنتنا، قال: إن كنت أعتقتني لله فدعني أذهب وأعمل لله، وإن كنت إنما أعتقتني لنفسك،  ولتتخذني خازنا فاحبسني عندك، فأذن له، فقال: إنما أعتقتك لله فاذهب فاعمل لله، فخرج إلى الشام فمات بها.

التالي السابق


الخدمات العلمية