الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
27 - ذكر جابر بن عبد الله رضي الله عنه  

هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، من بني سلمة، يكنى أبا عبد الله ، شهد العقبة الثانية، وأبوه عبد الله بن عمرو بدري نقيب، قتل يوم أحد.

قال جابر: دفنته هو وآخر في قبر فكان في نفسي منه شيء، فاستخرجته بعد ستة أشهر كيوم دفنته إلا هنية عند رأسه.

وقال: قتل أبي يوم أحد، فجعلت أبكي وأكشف الثوب عن وجهه، وجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينهونني عن ذلك، وجعلت عمتي [ ص: 337 ] تبكيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه"  وقال جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، للنقباء من الأنصار: "تأووني وتمنعوني؟"، قالوا: نعم، فمالنا؟ قال: "الجنة"  وقال جابر: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: "مرحبا بك يا جبير"  وقال جابر: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا جابر، أما علمت أن الله أحيا أباك، وقال له: تمن علي ما شئت، قال: أرد إلى الدنيا، فأقتل في سبيلك مرة أخرى، قال: إني قضيت لهم أن لا يرجعون "   [ ص: 338 ] وعن جابر ، قال: " قلت: يا رسول الله، لو دخلت البيت، فدخل هو، وأبو بكر ، وعمر ، رضي الله عنهم، فقدمت لهم طعاما، فقالت المرأة: يا نبي الله، ادع الله لنا بخير، فدعا لنا بخير " وقال جابر رضي الله عنه، كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم اليوم خير أهل الأرض" قال أهل التاريخ: عاش جابر إلى سنة ثمان وسبعين، وقيل مات وهو ابن أربع وتسعين سنة، وقد كان ذهب بصره،  وصلى عليه أبان [ ص: 339 ] بن عثمان ، وهو وال.

قال قتادة: كان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بالمدينة جابر بن عبد الله ، وقيل: مات سهل بن سعد بعده، رضي الله عنهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية