الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب الحاء

29 - ذكر الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

روى جعفر بن محمد عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، سمى حسن بن علي يوم سابعه،  وأنه اشتق من اسم حسن ، حسينا ، وذكر أنه لم يكن بينهما إلا الحمل " وقال قتادة: ولدت فاطمة حسينا رضي الله عنهم، بعد الحسن لسنة وعشرة أشهر، ولدته لست سنين وخمسة أشهر من التاريخ [ ص: 343 ] .

وقال الزبيري: ولد الحسين بن علي لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.

روي عن علي رضي الله عنه، قال: كان الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم، ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كان أسفل من ذلك.

وعن أبي جحيفة ، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحسن يشبهه.  

وعن عقبة بن الحارث ، قال: رأيت أبا بكر رضي الله عنه، يحمل الحسن بن علي ، رضي الله عنهما، على عاتقه، ويقول: بأبي شبه النبي ليس بشبه لعلي ، وعلي معه يبتسم.

وعن أبي رافع ، قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، أذن في أذن الحسن حين ولدته فاطمة بالصلاة"   [ ص: 344 ] وقال مصعب الزبيري: ولد الحسن بن علي ، رضي الله عنهما، في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة.

وقال قتادة: ولد بعد أحد بسنتين لأربع سنين وسبعة أشهر من التاريخ.

وقال مصعب الزبيري: مات سنة خمسين، ودفن ببقيع الغرقد

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي ، أخبرنا عبد الصمد العاصمي ، حدثنا أبو العباس البجيري ، حدثنا أبو حفص البجيري ، حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، قال: حدثنا أبو عثمان ، عن أسامة بن زيد ، أنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم، كان يأخذه والحسن ، ويقول: "اللهم إني أحبهما فأحبهما"   [ ص: 345 ] قال: وحدثنا أبو حفص البجيري ، حدثنا أبي حجاج بن منهال ، حدثنا شعبة ، أخبرني عدي بن ثابت ، قال البراء رضي الله عنه، قال: وحدثنا عمرو بن علي ، حدثنا محمد بن محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واضعا الحسن بن علي على عاتقه، ويقول: "اللهم إني أحبه فأحبه" قال: وحدثنا أبو حفص البجيري ، حدثنا نصر بن علي ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي موسى ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، على المنبر وحسن معه يقبل على الناس مرة وعليه مرة، وقال: "إن ابني هذا سيد، وعسى الله يصلح به بين فئتين من المسلمين"   .

وفي رواية علي بن زيد ، عن الحسن "بين فئتين من المؤمنين عظيمتين" [ ص: 346 ] وعن عمير بن إسحاق ، أن أبا هريرة ، رضي الله عنه، لقي الحسن ، فقال: ارفع ثوبك حتى أقبل حيث رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، يقبل، قال: فرفع عن بطنه " وقال أنس رضي الله عنه: لم يكن أحد منهم أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم، من الحسن بن علي ، يعني من أهل البيت.

وقال أبو بكر رضي الله عنه: أيها الناس، ارقبوا محمدا في أهل بيته [ ص: 347 ] .

وقال ابن عمر ، رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، للحسن ، والحسين ، رضي الله عنهما: "هما ريحانتي من الدنيا"  روي أن الحسن بن علي ، رضي الله عنهما، رأى في منامه كأن بين عينيه مكتوبا قل هو الله أحد الله الصمد فاستبشر بذلك، وفرح، واستبشر أهل بيته، فبلغ ذلك سعيد بن المسيب ، فقال: لئن كان رأى هذه الرؤيا لقل ما بقي من أجله، فما لبث إلا أياما حتى مات.

قال أبو بكر بن حفص: توفي الحسن بن علي رضي الله عنهما، بعد ما مضى من خلافة معاوية عشر سنين   [ ص: 348 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية