الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
31 - ذكر حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، كنيته أبو عمارة ، وقيل: أبو يعلى

عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب.

أسد الله، وأسد رسوله، وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، شهد بدرا، واستشهد بأحد، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه، وبين زيد بن حارثة ، كان يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسيفين [ ص: 354 ] .

قال أبو ذر رضي الله عنه: أقسم بالله لنزلت هذه الآية هذان خصمان اختصموا في ربهم في هؤلاء النفر الستة: حمزة ، وعلي ، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم، وعتبة ، وشيبة ، والوليد بن عتبة.

أخبرنا أبو طاهر الراراني ، أخبرنا أبو الحسن بن عبدكويه ، حدثنا فاروق الخطابي ، حدثنا أبو مسلم الكشي ، حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا صالح المري ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقف على حمزة حيث استشهد، وقد مثل به، فنظر إلى أمر لم ينظر إلى أمر أوجع لقلبه منه، فقال: "يرحمك الله، إن كنت لوصولا للرحم، فعولا للخيرات ، [ ص: 355 ] ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواج شتى، وايم الله لأمثلن بسبعين مكانك"   .

قال: فنزل جبريل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم، واقف بعد، بخواتيم النحل وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين . . . إلى آخر السورة، فصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفر عن يمينه، وأمسك عما أراد [ ص: 356 ] أحمد بن عبد الرحمن ، حدثنا أحمد بن مردويه ، حدثنا عبد الرحمن بن أحمد البلخي ، حدثنا أحمد بن مت البلخي ، حدثنا إبراهيم بن يوسف البلخي ، حدثنا عبد العزيز بن أبان ، عن أبي ماشاذة ، عن محمد بن كعب ، أن حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال:


حمدت الله حين هدى فؤادي إلى الإسلام والدين الحنيف     بدين جاء من رب عزيز
خبير بالعباد بهم لطيف     إذا تليت رسائله علينا
تحدر دمع ذي اللب الحصيف.

[ ص: 357 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية