الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
38 - ذكر حكيم بن حزام بن خويلد رضي الله عنه، كنيته أبو خالد

أسلم يوم الفتح، وشهد يوم حنين، أعطاه رسول [ ص: 375 ] الله صلى الله عليه وسلم، يوم حنين مائة بعير، ولد في الكعبة.

قال علي بن عثام: دخلت أمه الكعبة، فمخضت، فولدت فيها.

قال يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبيه: عاش حكيم بن حزام عشرين ومائة سنة، ستين في الجاهلية وستين في الإسلام.

قال أهل التاريخ: ولد قبل الفيل بثلاث عشرة سنة.

قال عروة بن الزبير: أعتق حكيم بن حزام مائة رقبة، وحمل على مائة بعير في الجاهلية، فلما أسلم أعتق مائة رقبة، وحمل على مائة بعير ، [ ص: 376 ] فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل له فيه من أجر؟ قال: "أسلمت على ما سلف من خير"  وقال مصعب بن ثابت: حضر حكيم بن حزام عرفة، ومعه مائة رقبة، ومائة بدنة، ومائة بقرة، ومائة شاة، قال: هذا كله لله، فأعتق الرقاب، ونحر الهدايا.  

قال حكيم بن حزام: " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا أخر إلا وأنا قائم، أي: لا أموت إلا وأنا على الإسلام " قيل: كان حكيم بن حزام إذا اجتهد يمينه، قال: والذي نجاني يوم بدر، وفي رواية: والذي أنعم على حكيم بن حزام أن لا يكون قتيلا يوم بدر لا أفعل كذا وكذا [ ص: 377 ] .

قيل: توفي بالمدينة سنة أربع وخمسين، وقيل: ثمان وخمسين.

لم يقبل شيئا من أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

قال هشام بن عروة: باع حكيم بن حزام دارا له بمكة من معاوية رضي الله عنه، بمائة ألف، فقيل له: أبعت دارك بمائة ألف؟ قال: والله إن أخذتها إلا بزق خمر، واشهدوا أن ثمنها في سبيل الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية