الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

روي أن الأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن ، وجماعة من رؤساء العرب جاءوا، فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم، قاعدا مع عمار ، وصهيب ، وبلال ، وخباب في أناس من ضعفاء المؤمنين، فلما رأوهم حفزوهم، فخلوا به، فقالوا: " إن وفود العرب تأتيك، فنستحي أن ترانا العرب قعودا مع هذه الأعبد فإذا جئناك، فأقمهم عنا، قال: نعم "، قالوا: فاكتب لنا عليك كتابا، فدعا عليا بالصحيفة ليكتب، قال خباب: ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل عليه السلام فقال: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الآية إلى قوله: [ ص: 385 ] وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم الآية.

فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحيفة ودعانا، فأتيناه وهو يقول: "سلام عليكم" ، فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا، فأنزل الله عز وجل: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه قال: فكنا بعد ذلك نقعد مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا بلغنا الساعة التي كان يقوم فيها قمنا وتركناه وإلا صبر أبدا حتى نقوم
 
[ ص: 386 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية