الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
45 - ذكر خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه

هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم كنيته أبو سليمان ، يقال له: سيف الله، هاجر بعد الحديبية هو وعمرو بن العاص ، وعثمان بن طلحة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين رآهم: "رمتكم مكة بأفلاذ كبدها" قال أهل التاريخ: أمه لبابة، وخالته ميمونة، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 392 ] .

شهد فتح مكة وحنينا ومؤتة، جعله النبي صلى الله عليه وسلم، يوم فتح مكة على مقدمته.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد"   [ ص: 393 ] قال أهل التاريخ: فتح الله به الفتوح، وهزم به الجنود.

قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر خالد بن الوليد ، فقال: "سيف من سيوف الله، سله الله على الكفار"   .

وفي رواية: "صبه الله على الكفار" [ ص: 394 ] قال أهل التاريخ: بارز هرمز فقتله، وتناول السم فأكله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبصر خالد بن الوليد متدليا من عقبه هرشا: "نعم عبد الله خالد" وقال يوم مؤتة: "أخذ الراية سيف من سيوف الله، فتح الله عليه" .

قال خالد رضي الله عنه: لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف   [ ص: 395 ] .

وفي رواية: سبعة أسياف، فما ثبتت في يدي إلا صحيفة يمانية قيل: كان يتبرك بشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند المبارزة ويستنصر به جعله في قلنسوته.

توفي بحمص في بعض قراها.

أخبرنا سليمان ، في كتابه، ابن ماشاذة ، في كتابه، حدثنا أبو خالد ، حدثنا موسى بن إسحاق ، حدثنا عياد بن موسى ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن حبيب بن حسان ، عن محارب بن دينار ، قال: خرج خالد بن الوليد يسير في جند كان أميرا عليهم، فلقى رجلا من الجند معه ركوة من الخمر، فقال: ويحك ما هذا؟ قال: خل، أصلحك الله، فقال: اللهم اجعله خلا: اللهم اجعله خلا، فلما أتى أصحابه فتح ركوته، فإذا هو خل، قالوا: ويحك ما هذا؟ قال: والله لقد جئتكم بها حقيقة، لكن لقيت الأمير فقال: ما هذا؟ فقلت: خل، فدعا ثلاث مرات، أن يجعله الله خلا فجعل خلا "   [ ص: 396 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية