فصل 
روي أن الأقرع بن حابس  ، وعيينة بن حصن  ، وجماعة من رؤساء العرب جاءوا، فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم، قاعدا مع عمار  ، وصهيب  ،  وبلال  ، وخباب  في أناس من ضعفاء المؤمنين، فلما رأوهم حفزوهم، فخلوا به، فقالوا: " إن وفود العرب تأتيك، فنستحي أن ترانا العرب قعودا مع هذه الأعبد فإذا جئناك، فأقمهم عنا، قال: نعم "، قالوا: فاكتب لنا عليك كتابا، فدعا عليا بالصحيفة ليكتب، قال  خباب:  ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل  عليه السلام فقال: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه  الآية إلى قوله:  [ ص: 385 ] وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم  الآية. 
فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحيفة ودعانا، فأتيناه وهو يقول: "سلام عليكم" ، فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا، فأنزل الله عز وجل: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه  قال: فكنا بعد ذلك نقعد مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا بلغنا الساعة التي كان يقوم فيها قمنا وتركناه وإلا صبر أبدا حتى نقوم   [ ص: 386 ]  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					